محلل سياسي: حرب أوكرانيا وروسيا تحد للعالم كله وليس أطرافها فقط
قال طلال صالح، الكاتب والمحلل السياسي، إن حرب روسيا وأوكرانيا تحدٍ للعالم بأسره، وليس فقط للمتورطين فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وأضاف: إن هذه الحرب أول اختبار فعلي على قدرة العالم الحفاظ على السلام في عصر توازن الرعب النووي، الذي في حالة اختلاله ستكون النتيجة هلاكا كونيا أكيدًا.
تكتيكات الحرب التقليدية
وتابع: الحرب مثال غير مسبوق لاستخدام تكتيكات الحرب التقليدية المحدودة في عصر توازن الرعب النووي، لافتا إلى أن الحرب تجرى تحت غطاء إمكانية الصدام بين أطراف نووية ضد بعضها وليس بعيدة عن مسرح العمليات، بما يعنيه ذلك من احتمال نشوب حرب نووية.
استكمل: في بداية ستينات القرن الماضي اقترب كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي من خطر الصدام بينهما، عندما حبس العالم أنفاسه طوال 13 يومًا من شهر أكتوبر 1962، بسبب ما عُرف حينها بأزمة الصواريخ السوفيتية في كوبا، لكن حينها كانت المواجهة دبلوماسية، ولم تُطلق فيها رصاصة واحدة.
اختتم: لكن ما يجعل الحرب الروسية الأوكرانية هذه الأيام تشكل خطورة إستراتيجية من نوعٍ خاص وغير مسبوق، كون أحد طرفيها قوة نووية ضاربة روسيا، ومسرح عملياتها يدور بالقرب من المجال الحيوي للولايات المتحدة التي تتزعم حلف شمال الأطلسي والخشية هنا أن تمتد ألسنة الحرب إلى حدود حلف شمال الأطلسي شرقًا، بما يهدد باحتمال الصدام المباشر بين الحلف وروسيا، ولو عن طريق الخطأ.. أو سوء التقدير في الحسابات.
زيادة قوات أمريكا
كانت صحيفة وول ستريت جورنال، أن واشنطن تخطط لزيادة قواتها بالقرب من روسيا وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن من بين الأسلحة التي سترسلها واشنطن إلى أوكرانيا منظومة SA8 السوفيتية وأضافت أن البنتاجون يقول إنه حصل على الأسلحة السوفيتية من خلال برنامج سري خلال السنوات الماضية.
كانت الخارجية الروسية أكدت أن واشنطن سلمت رسالة احتجاج على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان البيت الأبيض، أعلن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيتوجه إلى وارسو الجمعة المقبلة للقاء نظيره البولندي أندريه دودا، ومناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا، كما سيتصل بقادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا.
حرب روسيا وحقوق الإنسان
وقال البيت الأبيض في بيان: إن الرئيس سيناقش كيفية استجابة الولايات المتحدة إلى جانب حلفائنا وشركائنا، للأزمة الإنسانية وأزمة حقوق الإنسان التي خلّفتها حرب روسيا غير المبرّرة على أوكرانيا، مشيرا إلى أن زيارة بايدن ستتم بعد توجّهه إلى بلجيكا حيث يلتقي قادة في حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.
وتعليقًا على رحلة بايدن إلى أوروبا، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن "الرحلة ستركّز على مواصلة حشد العالم دعمًا للشعب الأوكراني" وضد عملية الرئيس بوتين في أوكرانيا. وأضافت: "لكن لا توجد خطط لديه للسفر إلى أوكرانيا".
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، شن الخميس الماضي هجومًا على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مطلقًا عليه وصفين جديدين بعدما نعته في وقت سابق بمجرم حرب، على خلفية الحرب في أوكرانيا
وجاء حديث الرئيس الأمريكي، خلال خطاب ألقاه على هامش غداء لأصدقاء إيرلندا السنوي في مبنى الكابيتول، بمناسبة يوم القديس باتريك.
وكان بايدن قال في وقت سابق ردًّا على سؤال للصحفيين إنه يعتقد أن بوتين مجرم حرب، مما أثار غضب الكرملين الذي قال إن هذه التصريحات "لا تغتفر".
وبحسب تقرير نشرته "سكاي نيوز" أن الناطقة باسم البيت الأبيض حاولت التخفيف من حدة تصريحات رئيسها، قائلة إنه كان يتحدث من القلب بعدما شاهد الدمار الذي تخلفه الحرب في أوكرانيا.