عيد الأم.. فكرة دعا إليها علي ومصطفى أمين.. واختارا لها بداية الربيع
دعوة علي ومصطفى أمين للاحتفال بـعيد الأم في مصر لم تكن الدعوة الوحيدة، فالاهتمام بالأم والدعوة لتكريمها وتقديرها تتم في أكثر من مائة دولة على مستوى العالم، وإن اختلف موعد الاحتفال وأسلوبه بما يلائم كل دولة.
ففي مصر شارك القراء الأخوين علي ومصطفى أمين، في اختيار يوم 21 مارس، بداية الربيع، ليكون عيدا للأم المصرية، بعد ان زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه تبكى جحود ابنها الذى توفى أبوه، وقامت على تربيته حتى تخرج وتزوج، وخرج من عندها، ولم يقل لها "شكرا".
حملة واسعة
وبعد أن خرجت الشاكية، قال مصطفى وعلي لبعضهما: “ونحن لم نقل لأمنا شكرا”، منذ تلك اللحظة تبنى مصطفى وعلي أمين حملة فى “أخبار اليوم” و”آخر ساعة" و"الأخبار" للدعاية لفكرة يوم الأم.
ومن قبل ذلك بسنوات، حين كان الكاتب الصحفى مصطفى أمين فى أمريكا عام 1942، وشاهد المجتمع الأمريكى يحتفل بالأم، فكتب فى كتابه "أمريكا الضاحكة"، يدعو فيه للاحتفال بالأم فى كل مكان تقديرا لدورها فى الحياة بعد فترات إنكار طويلة.
وفى 6 ديسمبر 1955 كتب على أمين فى "الأخبار" الصفحة الأخيرة، يتساءل: لماذا لا نتفق على يوم فى السنة نطلق عليه "يوم الأم" ؟! مقترحا أن يكون يوم الربيع.
وردة للأم
ودعا مصطفى أمين إلى تحديد يوم، فاختار القراء يوم 21 مارس ــ اليوم الذى اختاره على أمين ـ وبعد ذيوع الفكرة فى الصحف، اتصل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمصطفى أمين، وسأله عن الموضوع، فشرح مصطفى أمين الفكرة، فقال عبد الناصر: إن أمى قد ماتت فكيف احتفل بها أنا وأمثالى ممن فقدوا أمهاتهم ؟!، فقال مصطفى أمين: ”ضع وردة على قبرها وترحم عليها“.
واقتنع كمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة بالفكرة، وأقنع بها عبد الناصر وتحدد يوم 21 مارس عيدا سنويا للأم.
تحية لكل أم
وكتب على امين مقالا في اول عيد للام المصرية قال فيه: كل سنة وفى كل بيت عيد وعلى كل شفتين ابتسامة، وعلى كل وجه نظرة رضا واطمئنان، كل سنة والابناء يحتفلون بأمهاتهم ويقدمون لهن الهدايا والورود وخطابات الشكر، كل سنة ودفء الحنان يملأ كل بيت ونسيم الحنان يلمس كل وجه، كل سنة والامهات بين ذراعى اولادهن يمطروهن بالقبلات، فأنا أريد ان يتكرر هذا الحب في كل عام وان يذكره الأولاد في كل عام، يملؤنى الايمان بأن عيد الام سيعيش على مر السنين وانه سيصبح عيدا قوميا ينتظره الملايين في كل ركن وفى كل بيت.
تحية لأمى ولكل أم في عيدها بكل الحب والتقدير وتحية لأمهات مصر اللاتى يملكن قلوبا تحمل الحب وصدورا يملؤها الحنان وعيونا تتطلع الى مستقبل أفضل لأبنائها.