يحيى شاهين.. شيخ الفنانين الذي غيرت أم كلثوم مسيرته.. وسيدة مجرية أحبطته
قدَّم عطاءً سينمائيًّا متميزًا على مدى نصف قرن تميز فيها بالالتزام الخلقي والفني مما جعل زملاءه من الأجيال الجديدة يلقبونه بـ"بابا يحيى" هو بحق شيخ الفنانين العرب عامة فهو أحد عمالقة الزمن الجميل، آمن بأن الفن رسالة، رحل في مثل هذا اليوم 18 مارس 1994 الفنان الكبير القدير يحيى شاهين، أشهر مَن قام بدور سي السيد وشيخ البلد وإمام المسجد؛ حيث تنوعت أدواره في السينما، وأصبح مهندس النسيج الحاصل على دبلوم الفنون أحد كبار نجوم السينما المصرية والعربية.
وُلد الفنان يحيى شاهين عام 1917 وتخرج من مدرسة الفنون التطبيقية قسم النسيج عام 1935 ليصبح مهندس النسيج أحد أعلام السينما المصرية.
مرتفعات وذرنج
بدأ يحيى شاهين مشواره الفني مع الفرقة القومية ومنها إلى فرقة فاطمة رشدي، وحقق نجاحًا في جولاته معها إلى البلاد العربية ثم ضمه يوسف وهبي إلى فرقة رمسيس، وعندما تولى خليل مطران الفرقة القومية أعاده إلى الفرقة كمحترف بأجر شهري 25 جنيهًا عام 1946، إلا أنه اعتزل العمل في المسرح وهو في قمة تألقه أثناء تقديمه مسرحية "مرتفعات وذرنج" بعد أن فتحت له السينما أبوابها وجذبته إليها حين اختارته أم كلثوم لبطولة فيلم "سلامة" بدلًا من الفنان حسين صدقى.
بدأ يحيى شاهين مشواره السينمائي بدور صغير في فيلم "بنت الشيخ" ليتبعه أكثر من 100 فيلما منها ثمانية أفلام ضمن قائمة أفضل مائة فيلم من أفلام السينما المصرية وهي: زينب، الأرض، شيء من الخوف، جعلونى مجرما، دنانير، إسكندرية ليه، ابن النيل، بين القصرين.. الفيلم الذى قدم فيه أشهر أدواره "سى السيد" في شخصية السيد أحمد عبد الجواد الديكتاتور المليء بالمتناقضات، من خلال ثلاثة أفلام في ثلاثية نجيب محفوظ بين القصرين وقصر الشوق والسكرية.
من الأفلام التي قدمها الفنان يحيى شاهين أيضا وما زالت علامات عظيمة في السينما: لا أنام، الإخوة الأعداء، شيء من العذاب، نساء في حياتى، سلو قلبى، الغريب، قرية العشاق، الحب الصامت، الملاك الصغير وغيرها.
عشق يحيى شاهين القراءة حتى تكونت لديه ثقافة واسعة وكان يرى أن السبيل الأول لأى فكر أو ثقافة هو قراءة القرآن الكريم؛ فهو يصفه بجامعة المعارف الخالدة والتثقيف الحقيقى لأى إنسان.
حصد يحيى شاهين العديد من الجوائز منها وسام الجمهورية من الرئيس عبد الناصر، كما منحه الرئيس السادات وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وحصل على جائزة الدولة عن فيلم "جعلوني مجرما "وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي عام 1989عن فيلم ارحم دموعى.
زيجتان وألم وعذاب
تزوج يحيى شاهين للمرة الأولى عام 1959 من سيدة مجرية مطلَّقة تكبُره ولديها طفلان وذلك بعد أن أحبها، لكن لم يدم الحب بينهما طويلًا؛ فبعد 6 سنوات وابنتين أنجبهما منها، قررا الانفصال بسبب اختلاف طباعهما وسافرت طليقته هاربة بابنتيه فأصيب بإحباط شديد وبحث عنهما دون جدوى، ثم تزوج من السيدة مشيرة عبد المنعم وأنجب ابنته داليا وعاش معهما حتى رحيله.