رئيس التحرير
عصام كامل

كيف يكون رمضان الكريم شهر التقرب إلى الله؟

شهر رمضان
شهر رمضان

من الأمور المحببة التي ينبغي على الصائم التحلى بها أثناء صومه أن يستغل تخلصه من وسوسة الشيطان ومن وسوسة النفس فيتقرب إلى الله عز وجل بطاعات وأفعال ما هى هذه الطاعات ليتقرب المسلم لربه؟ يجيب فضيلة الدكتور عباس شومان الأمين العام السابق لهيئة كبار العلماء فيقول:
يتقرب العبد لربه بطاعات بينها لنا الشرع الحنيف، من هذه الطاعات صلة الأرحام والناس في عامهم ينشغلون بأعمالهم الدنيوية كثيرا ويتعودون في شهر رمضان أن يتخففوا من هذه الأعمال ويقبلون على الله عز وجل قدر استطاعتهم شريطة ألا يعطل ذلك مصالح الناس فلا يجوز ذلك من أجل الصيام.

أما اذا تمكن العبد من التخفف في أعماله من باب أن يعطى بعض الوقت لكتاب الله ولممارسة العلم الشرعى فلديه الوقت الذى يطيع فيه الله عز وجل بعمل لا يقل أهمية عن ملازمة كتاب الله والاستماع الى دروس العلم في المساجد الا وهو صلة الأرحام، هذه الصلة التي نقصر فيها كثيرا جراء انشغالنا بأعمالنا. 
فإذا ما وجدنا وقتا في شهر الصوم فعلينا ألا نضيع هذه الفرصة فالنتصالح معهم ونعتذر عن تقصيرنا تجاههم وعدم ودهم ليس عن جفاء وانما لكثرة الاعمال ن فما أعظم صلة الأرحام وما افظع قطعها واقبحه ويكفى أن الله تعالى يصل من وصلها وسيقطع من قطعها. 

العبادة والطاعة 

وإذا كنا مقصرين في وصل أرحامنا علينا أن ننتهز شهر الصوم شهر العبادة والطاعة والتسامح والتعامل بالصدق بين الناس بالوالدين والأقارب وغيرهم لنظفر بدعوة صالح منهم او صالحة تصلح ما بيننا وبين الله عز وجل.
ومن الأمور المحببة أيضا التي ينبغي على الصائم أن يدركها خلال صومه من طلوع الفجر حتى غروب الشمس وبين هذين الوقتين يؤدون الصلوات كعادتهم في أوقاتها.


ولأن الوقت لازمة من لوازم رمضان خاصة وأن رمضان نفسه مرتبطا بالوقت بين شهور السنة فعلينا أن ندرك أهمية الوقت، فالإنسان ما هو إلا أوقات كلما مر بعضه مضى كله حتى ينتهى الأجل ويقف بين يدى الله عز وجل.

الغيبة والنميمة 

والوقت في رمضان هو الوقت في غير رمضان وأن كل وقت نضيعه في غير طاعة الله عز وجل التي لا تقتصر على الصلاة والصيام والحج وإنما على كل عمل يتقرب به المرء من الله عز وجل، فالنحافظ على الوقت ولا نضيعه فيما لا يفيد خاصة في رمضان.

من الأمور المستحبة في شهر رمضان ألا يخوض الصائم في سيرة الآخرين غيبة ونميمة بأمور غير مستحبة وهذا ما حرمه رب العالمين، وعلى المرء وهو يتذكر الله كثيرا في شهر رمضان أن يستعيض عن ما حببه الشيطان إليه وهو بغيض بكتاب الله تعالى بذكر الله كثيرا وذكر محاسن الناس والسير الطيبة.

الأسوة الحسنة 

فقد روى أن النبى صلى الله عليه وسلم اشتكى إليه من حال امرأة كادت تموت من صومها في رمضان فأتى بها الى رسول الله فجلست وعلم حالها ثم جاء بإناء وأمر المرأة أن تتقيأ فيه، فقاءت، ثم أمر أخرى كانت تتحدث إليها أن تفعل مثلها فقامت حتى امتلأ الإناء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هاتين المرأتين صامتا عما أحل الله عز وجل وأفطرتا على ما حرم الله عز وجل.. جلست إحداهما إلى الأخرى تغتاب الناس.

الجريدة الرسمية