رئيس التحرير
عصام كامل

علي جمعة يطالب المشاحن ومدمن الخمر بالتوبة ليلة النصف من شعبان

الدكتور على جمعة
الدكتور على جمعة

 قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، إن الله فضل المساجد على كل الأماكن، وفضل ليلة النصف من شعبان علي بعض الأزمان، حيث قرر الله سبحانه وتعالى الاستجابة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فحول القبلة للمسجد الحرام.

ليلة النصف من شعبان

 وأضاف علي جمعة أن الله يطلع في ليلة النصف من شعبان على قلوب العباد، فيغفر للجميع إلا للمشاحن ومدمن الخمر، وطالب من كان يشرب المسكرات والمشاحن بالتوبة، رجاءً في عفو الله، وفعليهم في هذه الليلة أن يخرجوا عن حد الشحناء والبغضاء، وأن يخرجوا عن حد الاستهانة بأحكام الله سبحانه وتعالى.
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "لما أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه ﷺ ؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن ضلالة المتاهات إلى نور الحقيقة، بيَّن لنا ﷺ أن بعض الأماكن أفضل من بعض، بيَّن لنا أن مساجد الله في الأرض إنما هي بيوته، وأن هذه المساجد يذكر فيها اسم الله وحده جل شأنه، وأنها مكان لتلقي العلم، وأنها مكان للتكافل الاجتماعي بين المسلمين، وأنها مكان للخلوة مع الله سبحانه وتعالى ومناجاته، وأنها مكان للصلاة نسجد فيها لربنا سبحانه وتعالى، ففضلت على سائر الأماكن"

الاستجابة للدعاء

وقال "وفضل سبحانه وتعالى بعض الأزمان على بعض، ومن هذه الليالي الفضلى #ليلة_النصف_من_شعبان، حينما تقرر فيها الاستجابة لمناجاة سيدنا رسول الله ﷺ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144]، واستجاب الله له فوجهه إلى محل نظر الله، إلى الكعبة المشرفة، إلى المقصودة، إلى البيت الذي أرشد الله إليه الملائكة، وأرشد إليه آدم، وأرشد إليه إبراهيم، حتى يختم أنبيائه بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم"

وأضاف "في هذه الليلة، فرق الله فيها بين عصر وعصر، وبين مرحلة ومرحلة، فدخل المسلمون مرحلة جديدة في حياتهم، فتراهم بعد ما هداهم رسول الله ﷺ بإذن ربه إلى صراط مستقيم يقدرون هذه الليلة؛ ولذلك قال علي بن طالب رضي الله تعالى عنه فيما يرويه عن سيدنا رسول الله ﷺ: «إن الله سبحانه وتعالى لينزل في هذه الليلة فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من مسترزق فأرزقه؟ هل من طالب فأعطيه؟». وهكذا رواية ابن ماجه كلها بالرفع، هناك رواية: «فأغفَر له، فأرزقَه، فأعطيه»، والفرق بينهما أن الفاء في حالة الرفع للعطف، وفي حالة النصب للسببية، ومعنى هذا أن الله سبحانه وتعالى سيرزقك، ويغفر لك، ويعطيك، وليس هذا بسبب حولك وقوتك وسؤالك؛ وإنما هو من فضله وحده، سبحانه وتعالى، فلا حول ولا قوة إلا بالله، كنز من كنوز العرش، كما في البخاري عن سيدنا رسول الله ﷺ"

التوية للمشاحن ومدمن الخمر

وتابع علي جمعة قائلًا: "وسيدنا رسول الله ﷺ يقول: «إن الله يطلع على قلوب العباد ليلة النصف من شعبان، فيغفر للجميع إلا للمشاحن». لمن قطع رحمه، لمن عق والديه، لمن خاصم جاره، لمن ظلم الناس واغتصب أرضهم، لمن أفسد في الأرض، فعلينا بالتوبة"


واختتم حديثه قائلًا: "وفي رواية: «أو لمدمن خمر»؛ ولذلك من كان يشرب تلك المسكرات -والعياذ بالله تعالى-، فعليه أن يقلع وأن يبدأ التوبة مع الله، حتى لو كان يفعل ذلك استهانة بالأمر، أو رجاء في عفو الله، أو غفلة عن الحكم الشرعي الشريف، فعليه في هذه الليلة أن يخرج عن حد الشحناء والبغضاء، وأن يخرج عن حد الاستهانة بأحكام الله سبحانه وتعالى. ليلة مباركة، {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا} [الدخان: 4 - 5].
 

الجريدة الرسمية