مشاري الزايدي: المتطرفون اختطفوا الإسلام وحرفوه حسب مصالحهم
قال مشاري الزايدي، الكاتب والباحث، أن المتطرفين اختطفوا الإسلام وحرفوه حسب مصالحهم؛ موضحا أنهم يحاولون جعل الناس يرون الدين الإسلامي على طريقتهم الخاصة، على حد قوله.
فراغ الساحة أمام التيارات المتطرفة
أضاف: استغل المتطرفون خلال العقود الماضية انعدام وجود من يجادلهم ويحاربهم بجدّية، وبذلك سنحت لهم الفرصة في نشر هذه الآراء المتطرفة المؤدية إلى تشكيل أكثر جماعات الإرهاب تطرفًا، موضحا أننا نعيش الآن حرب أفكار وجدل وتنظير وصراع عقول وعراك نظريات.
أوضح الباحث أن المتطرفون يؤذيهم فتح أبواب الفكر وتفتح شبابيك النقد الفسيح، لتفكك أفكار هذه التيارات التي عبثت بالمسلمين على مدار سنوات طويلة، وحاولت الاستيلاء على السلطة في البلدان العربية الإسلامية تحت ستار فكرة الخلافة واستعادة الخلافة التي هي لبّ المشروعات المتطرفة اليوم كلها.
تابع: جماعة الإخوان والسرورية والقاعدة وداعش وكل متفرعاتهم وكل أجنحتهم، السياسية الناعمة والعسكرية الخشنة، وما بينهما من أطياف لازالت تحاول إعادة إنتاج هذه الفكرة، وعلى المفكرين والمثقفين التسلح بالنقد العلمي لهذه الفكرة.
اختتم: يجب فتح نقاش حقيقي حول هذه الأفكار حتى لاتصبح المواجهة غاية في السطحية، على حد قوله.
عن الخلافة في الإسلام
والخلافة هي نظام قديم للحكم في البلدان الإسلامية، يقوم على استخلاف قائد مسلم على الدولة الإسلامية ليحكمها بالشريعة، وسميت بالخلافة لأن الخليفة يكون القائد، ويخلف النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام لتولي قيادة المسلمين والدولة الإسلامية، وحمل رسالته إلى العالم بالدعوة والجهاد.
وفي التاريخ الإسلامي أول مَن أطلق عليه هذا اللقب، كان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسبب هذا اللقب أن الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يلقب بخليفة رسول الله، فلما بويع عمر للخلافة، ناداه الناس بخليفة خليفة رسول الله، فقال لهم إن هذا أمر يطول، فقولوا غير ذلك، فنادوه بأمير المؤمنين، فوافق.
وأصبحت الخلافة ولقب الخليفة سنة بين المسلمين منذ ذلك الحين، وأطلق لقب الخليفة على الحكام منذ عهد الخلفاء الراشدين ابتداءً من عمر بن الخطاب حتى نهاية العهد العباسي، بينما كان علي بن أبي طالب، أول من لُقب بأمير المؤمنين بحسب العديد من الروايات.
جدل وصراعات
وطوال التاريخ الإسلامي والخلافة محل جدل وصراعات، فالخلافة عند أغلب فرق الشيعة كالإمامية والإسماعيلية أوسع من مجرد حكومة لتسيير أمور الناس في ضوء الشريعة، بل الخلافة عندهم إمامة والخليفة إمام، وهي بذلك امتداد للنبوة، وكلام الإمام وفعله وإقراره يجب الأخذ به وعدم معارضته مطلقًا.
ويتفق علماء الشيعة على أن الإمام يساوي النبي صلى الله عليه وسلم في العصمة والاطلاع على حقائق الحق في كل الأمور، إلا أنه لا يتنزل عليه الوحي وإنما يتلقى ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الخليفة عند السنة يخلف بتعيينه حاكمًا على الأمة، وسقط هذا النموذج في الحكم بالبلدان العربية والإسلامية منذ إسقاط الخلافة العثمانية عام 1924، واتجهت أغلب البلدان للنموذج المدني في الحكم مسايرة للتطور وحركة التحديث في العالم كله.