الشيخ متولى الشعراوى يكتب:التشريع بالرخص ينقلها للحكم الشرعى
مع قرب قدوم شهر رمضان المبارك يستعد المسلم لاستقباله بمعرفة تعاليمه وحدود الفريضة فيه ولمن يحل الصوم ولمن يحل الفطور، فهناك مواضع يبيح الله تعالى فيها للمسلم الفطر منها المريض أو المسافر فما حدود ذلك ؟
يجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول:ان الذى انزل القران وفرض الصوم في رمضان هو سبحانه الذى وهب الترخيص بالفطر للمريض او المسافر ونقله الى أيام أخر في غير رمضان ن وسبحانه وتعالى لا يعجز عن ان يهب الأيام الآخر نفسها التجليات الصفائية التي يهبها للعبد الصائم في رمضان.
اختلاف الزمان والمكان
وكذلك يرخص الله لك عندما تكون على سفر، وكلمة سفر تفيد الانتقال من مكان الى آخر، وكلما مشيت خطوة تتكشف لك أشياء جديدة، والمكان الذى تنتقل اليه هو مكان جديد بالنسبة لك حتى لو كنت قد اعتدت السفر اليه، لأنه يصير في كل مرة جديدا لما ينشأ عنه من ظروف عدم استقرار في الزمن، صحيح ان شيئا من المباني والشوارع لم يتغير، ولكن الذى يتغير هو الظروف التي تقابلها بالرغم من ان الظروف في هذا الزمن اختلفت عن الظروف زمان.
النص القرآنى
فالمشقة في الانتقال قديما كانت عالية وشاقة ولكن لتقارن سفر الأمس باليوم من ناحية الإقامة ستجد هناك مشقة في الإقامة، ومن العجب ان الذين يناقشون هذه الرخصة يناقشونها ليمنعوا الرخصة ونقول لهم: اعلموا ان تشريع الله للرخص ينقلها الى حكم شرعى مطلوب، وفى ذلك يروى جابر بن عبد الله رضى الله عنه ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى زحاما ورجل قد ظلل عليه فقال ما هذا ؟فقالوا صائم، فقال:ليس من البر الصوم في السفر.
وعندما تقرأ النص القرآنى تجده يقول ( ومن كان مريضا او على سفر فعدة من أيام أخر ) أي أن مجرد الوجود في السفر يقتضى الفطر والقضاء في أيام أخر، ومعنى ذلك ان الله لايقبل منك الصيام، صحيح انه سبحانه لم يقل لك افطر ن ولكن بمجرد ان تكون مريضا مرضا مؤقتا او مسافرا فعليك الصوم في عدة أيام أخر وانت لن تشرع لنفسك.
اطعام مسكين
وفى ذلك نهى رسول الله عن صوم عيد الفطر، لانه سمى كذلك لانه يحقق بهجة المشاركة لنهابة الصوم فلا يصح فيه الصوم، والصوم أول أيام العيد إثم، لكنه ثانى أيامه جائز لحديث عن ابى هريرة رضى الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين يوم الفطر ويوم الأضحى.ان الحق سبحانه حين شرع الصوم في رمضان إنما أراد ان يشيع الزمن الضيق زمن رمضان في الزمن المتسع وهو مدار العام، ونحن نصوم رمضان في الصيف ونصومه في الشتاء وفى الخريف وفى الربيع اذن فرمضان يصادف أي فصل في العام.ويقول الحق سبحانه(وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين )والطوق هوالقدرة ويطيقونه اى يدخل في قدرتهم وفى قولهم،والفدية هي اطعام مسكين.