خبير: هذا سر انخفاض جريان المياه اعلى الممر الأوسط بسد النهضة وعلاقته بتوليد الكهرباء
كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، سرَّ انخفاض جريان المياه المارة أعلى الممر الأوسط بسد النهضة وعلاقته بتشغيل التوربين لتوليد الكهرباء.
تشغيل محدود لإنتاج الكهرباء
وقال "شراقي" عبر صفحته الشخصية بـ"فيس بوك": "لأول مرة بعد الافتتاح الرسمي فى 20 فبراير الماضي تظهر الأقمار الصناعية جريانًا محدودًا فى حوض استقبال مياه التوربين، على الرغم من مرور 19 يومًا على الافتتاح إلا أن المياه ما زالت تتدفق أعلى الممر الأوسط مما يؤكد على ضعف التشغيل".
وأضاف: "كمية المياه التى تعبر الممر الأوسط أصبحت أقل قليلًا من الشهور الماضية ليس فقط بسبب التشغيل ولكن لأن هذه الأشهر فبراير ومارس وأبريل هى أقل تصرفات النيل الأزرق فى منطقة سد النهضة (متوسط 30 مليون متر مكعب/يوم).
وتوقع خبير المياه جفاف الممر الأوسط خلال الأيام القادمة فى حالة تشغيل التوربين ساعات أكثر، متابعًا: "لو كانت إثيوبيا جاهزة لزيادة ارتفاع سد النهضة كان من الممكن فتح بوابتي التصريف؛ حيث إنهما قادران على تجفيف الممر الأوسط خلال يومين فقط، وهذا لم يحدث حتى الآن".
وأردف: "التخزين الثالث يختلف عن العام الماضى الذى كان يتطلب رفع الممر الأوسط (250 مترًا) فقط بخرسانة دون أى أعمال فنية، أما هذا العام فإنه يتطلب رفع الجانبين والممر الأوسط معًا بطول 1000 متر بنفس القدر، وفى المستوى الحالى توجد أعمال التوربينات العلوية مما يستغرق وقت أطول والمتبقى هو حوالى 3 أشهر فقط، وقد تضطر إثيوبيا لرفع عدة أمتار فى الممر الأوسط فقط وتخزين أقل من 2 مليار متر مكعب، وتخرج على الشعب الإثيوبى أن التخزين الثالث قد تم كما حدث فى التخزين الثانى".
وأشار إلى أن المفاوضات ما زالت مجمدة، ولا تلوح فى الأفق أى بوادر معلنة على استئنافها قريبًا رغم التحركات المصرية المعلنة وغير المعلنة.
واختتم "شراقي" تحليله قائلًا: "التشغيل الحالى محدود أو بكامل الطاقة لن يضر مصر مائيًّا بل التشغيل يعني إمرار مياه الى السودان ومصر، لكن سياسيًّا هو استمرار إثيوبيا فى فرض سياسة الأمر الواقع وخرق الاتفاقيات الدولية وإعلان مبادئ سد النهضة والقمم المصغرة برعاية الاتحاد الأفريقى والبيان الرئاسى لمجلس الأمن فى 2021".