باحث: روسيا قوة جبارة وأوروبا تتحمل تكاليف حرب أوكرانيا
قال الكاتب والباحث صبحي موسى، إن روسيا قوة نووية جبارة، وبلد يصعب أن يستغنى عنه الاقتصاد الأوروبي، لافتا إلى أن القارة العجوز ستتحمل مثل روسيا تكاليف هذه الحرب وفواتيرها، بدءا من الغلاء والكساد، نهاية بطوفان المهاجرين الذي قد يصل إلى ٢٠ مليونا على الأقل.
مستقبل أوروبا مع العقوبات على روسيا
وأشار الباحث إلى أن أوروبا ستعاني خلال الفترة القادمة من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية من المواد الخام لاقتصاديات صناعية، فضلا عن الانشقاق الضخم الذي حدث في النظام المالي العالمي والذي لن يكون لصالح الغرب في كل الأحوال، مضيفا: أمريكا الخاسر الأول في هذه الحرب، إذ سيشهد العالم نهاية نظام العولمة والقطب الأوحد الذي أدار المنظومة الدولية طوال الثلاثين عاما الماضية، مردفا: أوروبا ستجد نفسها ترزح تحت طائلة العقوبات التي وقعتها على روسيا؛ ومع الوقت وضغط الشارع الغربي لن تجد أمامها سوى تغليب مصالحها.
واختتم: النظام المالي الأمريكي فقد أهم جولاته في الحرب، إذ يقوم النظام المالي الصيني الآن بمشاركته في السيطرة على العالم، وكثيرا من البلدان قد تنضم إليه، ولن تجدي ورقة الهيمنة التجارية والاقتصادية، ولا حتى ورقة التلويح بقوى الردع، التي لوح بها بوتين وجلس العالم أمامه صامتا وهو يتناول فريسته على مهل وبأعصاب باردة أمام الجميع، على حد قوله.
اهتزاز أسعار النفط
وكانت أسعار النفط ارتفعت اليوم الأربعاء وسط مخاوف من صدمة محتملة في المعروض بعد حظر الولايات المتحدة واردات النفط الروسية ووسط مؤشرات على أن بعض المشترين يتجنبونها بالفعل، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.91 دولار، بما يعادل 2.27%، إلى 130.89 دولار للبرميل بحلول الساعة 0520 بتوقيت جرينتش بعد أن قفزت 3.9% في اليوم السابق، وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.34 دولار، أو 1.89%، إلى 126.04 دولار للبرميل بعد ارتفاعها أيضا 3.6% يوم الثلاثاء.
وفرض الرئيس الأمريكي جو بايدن امس الثلاثاء، حظرا فوريا على الواردات الروسية من النفط وغيرها من واردات الطاقة، وقالت بريطانيا إنها ستوقف واردات النفط الروسية تدريجيا حتى نهاية عام 2022 ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا، وقالت شركة ”شل“ إنها ستتوقف عن شراء الخام الروسي وستوقف تدريجيا أنشطتها في قطاع الهيدروكربونات الروسية لتصبح من أولى شركات النفط الغربية الكبرى التي تنهي نشاطها بالكامل في روسيا.
في غضون ذلك، أشارت تقديرات بنك جولدمان ساكس إلى أن أكثر من نصف النفط الروسي الذي يُصدر من الموانئ لم يتم بيعه، في حين قدر جيه.بي مورجان أن حوالي 70% من النفط الروسي المنقول بحرا يواجه صعوبة في إيجاد مشترين، وصعدت أسعار النفط أكثر من 30% منذ أن بدأت روسيا، ثاني أكبر مصدر للخام في العالم، ما أسمته ”عملية خاصة“ في أوكرانيا.