يعتبر الإسلاميين جماعات شيطانية ويدين بالولاء لـ«بوتين»..رمضان قديروف بعبع الغرب
رمضان قديروف رئيس الشيشان من الشخصيات المثيرة للجدل، التي احتلت منصات الاخبار بكل بلدان العالم بسبب نشاطه على مسرح الصراع الروسي الأوكراني، إذ ظهر أمام الكاميرات يتكلم بنفس لجنة التيارات الجهادية ويطالب الرئيس الأوكراني بالخضوع المذل أمام قيصر روسيا، ويطلب منه الصفح قبل أن تتم إبادة بلاده ومحوها من على الخريطة، ما أثار حملة دولية ضده والبعض توعد بفتح ملفه بعد انتهاء الأزمة ما يطرح عدة تساؤلات عن مسار الرجل والطريقة التي يدير بها بلاده ومكنته من حكم البلاد لمدة 15 عام متتالية.
من هو رمضان قديروف ؟
رمضان قديروف، الرئيس الحالي لجمهورية الشيشان، وأحد أبرز الثوار الشيشانيين، وهو ابن الرئيس الشيشاني السابق أحمد قديروف الذي اغتيل عام 2004، وبعد أقل من 3 سنوات وتحديدا عام 2007 نجح قاديروف الصغير في الاستحواذ على منصب والده في حكم الشيشان.
يتعرض رمضان قديروف لانتقادات لاذعة مستمرة من الصحافة الدولية والحكومات الغربية بسبب خروقات حقوق الإنسان في الشيشان، والتي يعترف بها قاديروف، ويعتبر نفسه ديكتاتورا، ويعترف أيضا بعدم وجود معارضة في البلاد، لكن في المقابل يعدد مزايا حكمه الذي يتخذ صبغة إسلامية خاصة للغاية تعادي تماما المنهج الغربي في الحياة، رغم ولاءه الكامل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
يقول قديروف ساخرا ردا على الحملات الغربية ضده: نعم أنا ديكتاتور وليس لدينا معارضة كتلك المعارضة التي لم تمنع بوش من تدمير العراق، أو كتلك المعارضة التي لم تستطع منع الناتو من تدمير ليبيا ولا كتلك المعارضة التي تؤيد من يسرق القدس وأرض الفلسطينيين.
يضيف: انا ديكتاتور بالتعريف السياسي الامريكي ربما، لكني لست قمعيا كما تزعم الدعاية الغربية فلا أستطيع قمع شيشانيين ينتمي كل واحد منهم لعائلة فيها حكيم أو شيخ، وبإمكانهم بكل بساطة أن يقفوا على باب قصري ويصرخون لماذا ظلمتنا.
يكمل قديروف ويعدد مزايا حكمه: لا يوجد لدينا قانون يبيح فتح فرع لماكدونالدز أو بيرجر أو بيتزا هوت، أو ستاربكس أو كنتاكي، وغيرهم من فروع الشركات الأميركية في الشيشان، رغم وجود هذه الفروع في موسكو وبقية عواصم الجمهوريات الروسية.
حرام.. ممنوع في الشيشان
يجرم حاكم الشيشان بوضوح المثلية الجنسية، وأنصارها يتم اعتقالهم وضربهم وإساءة معاملتهم وتهديدهم شعبيا ورسميا، كما لايسمح بوجود بارات ومراقص ليلية وصالات مقامرة ولا حتى في أكبر الفنادق العاصمة جروزني، التي يعتبر بعهضا أفخم ناطحات السحاب في العالم.
يمنع قديروف بحسم المخدرات بكل أنواعها، ولا يسمح ببيع الكحول في كل انحاء الشيشان إلا في أربعة محلات مرخصة فقط، واشترط أن لا يكون مالكوها من المسلمين ولا يسمح لها ببيع الكحوليات إلا صباحا بين الثامنة والعاشرة صباحا، ولا يعاقب القانون مشتري ومتعاطي الكحوليات المسلمين طالما لم يشربوها في مكان عام.
لا يسمح حاكم الشيشان ببيع الأراضي والعقارات للشركات والأفراد الأجانب من خارج الاتحاد الروسي، ويقدم الشيشاني على غيره في المزايدات وعروض البيع للأراضي والعقارات، ويرفض التبشير الديني بكل أنواعه، لدرجة أنه يمنع الإرساليات المسيحية الاجنبية غير الأرثوذكسية التي تستهدف الأقلية المسيحية الروسية في الشيشان.
من ضمن الموانع اللافتة أيضا، عدم سماح رمضان قديروف لأي داعية أو شيخ سلفي وهابي بإلقاء خطبة أو عقد ندوة أو تقديم دروس ومحاضرات في الشيشان، والدين هناك مركزي ترعاه الدولة وفقا لمنظومة الأزهر الفقهية والشرعية، ولهذا يوجه الدعوات للفقهاء والدعاة والخطباء من الأزهر بشكل دائم، وبجانبهم أبناء الطرق الصوفية دون غيرهم.
وليس غريبا بعد هذه المقدمات أن يجرم قديروف تماما أي نشاط لجماعات دينية على أرضه، بل ويعتبر كل شيشاني يشترك أو ينتمي للجماعات بكل اشكالها من داعش وحتى الإخوان داخل الاتحاد الروسي بأكمله أو خارجه، سواء شارك بالتسويق لها معنويا وإعلاميا أو عسكريا وميدانيا، من عملاء سي آي أي أو المخابرات الغربية حتى يثبت العكس.
وفي الحالتين يعتبر قديروف المنتمي لأي جماعة خائنا لله ولرسوله وللمسلمين حسب توصيف مفتي الشيشان ورئيسها، ويطلق قديروف تسمية أصبحت سائدة رسميا واعلاميا لهذه التنظيمات في الشيشان وهي «الجماعات الابليسية »