..والأمريكان في فنزويلا !
وفد أمريكي رفيع يصل إلي كاركاس فجأة أمس ليلتقي الرئيس الفنزويلي مادورو! حتي هنا والخبر عجيب وخارج عن المألوف وغير مفهوم لكن التفاصيل أكثر عجبا وغرابة.. إذ أن ما نشرته متابعات وكالات الأنباء تتحدث عن عرض أمريكي مباشر إلي فنزويلا بإغلاق صفحة الماضي وعودة العلاقات الأمريكية الفنزويلية إلي مجاريها وتخلي واشنطن عن دعم المعارضة والإفراج عن الأموال الفنزويلية المجمدة بالولايات المتحدة مقابل إنهاء التعاون الفنزويلي الروسي!!!
بالطبع بعد ذلك ستتم عقود لاستيراد النفط الفنزويلي من بلد هو الأول في احتياطات النفط في العالم، وإن كانت صادراته تجاوزت الثلاثة ملايين برميل يوميا، وتراجعت بعد الحصار الأمريكي والعقوبات الغربية إلي ٤٠٠ الف برميل ثم قفزت إلي المليون بعد الدعم الروسي عام ٢٠١٩ !
العرض - براجماتيا - مغر جدا وبالطبع قد يكون محل نقاش عميق في القيادة الفنزويلية التي ستدرك أن الولايات المتحدة تفعل كل شيء وأي شيء في حربها علي روسيا إلي حد ليس منع تدريس الأدب الروسي أو شطب روسيا من الاتحادات الرياضية ومنع العازفين الروس من أي حفلات عالمية إنما بلغ أيضا منع القط الروسية من الاشتراك في مسابقات القطط العالمية! ولذلك ستكون هذه الهيستريا الغربية محل اعتبار في أي ضمانات قد تحتاجها فنزويلا..
ولكن اعتقادنا أن العرض سيتم رفضه لأسباب أدركتها القيادة الفنزويلية منذ حكم الرئيس الراحل هوجو شافيز -والذي أجاد اختيار خليفته- من عدم الثقة في الولايات المتحد ة ولا في احترامها لخيارات الشعوب ولا في نزاهة إدارة مشكلاتها وأزماتها مع دول العالم كما أن الروس لا يستحقون الخيانة بعد أن قدموا كافة جهدهم لإصلاح محطات الكهرباء ومصادر الطاقة التي تم تخريبها عمدا وحمت الرئيس مادورو نفسه من مؤامرات عديدة!
الساعات القادمة ستجيب لتحول الاعتقاد إلي يقين. في أحد الاتجاهين!
