سيناريو الحرب النووية.. أشياء يجب فعلها بالساعة الأولى.. ودراسة: نصف العاملين في طب الطوارئ لم يتدربوا على علاج ضحايا الإشعاع
زادت المخاوف من شبح الحرب النووية في الستينيات من القرن الماضي، فليس من السهل أن ننسى أن هناك نحو 14،000 سلاح نووي في العالم، وهي أسلحة لديها القدرة مجتمعة على حصد أرواح نحو ثلاثة مليارات شخص أو ربما تؤدي إلى فناء الجنس البشري في حالة حدوث شتاء نووي.
مخاطر الهجوم النووي
في حالة انصهار قلب المفاعل النووي، فإن الغازات المتفجرة أو النفايات المُشعة ستخرج من مبنى الاحتواء. وبمجرد وصولها إلى الغلاف الجوي، ستستقر النفايات السائلة على مدى آلاف الأميال، وتُلقي بالضوء على العناصر المُشعة شديدة السمية في المناطق الحضرية والريفية. كما قد يتسبب الوقود النووي المستهلك في مزيد من الدمار إذا تم إشعال النيران في برك التخزين.
والسؤال الأهم هنا هو ماذا يمكن أن يحدث في حال تسرب الإشعاع النووي إلى البيئة المحيطة؟ والإجابة أنه إذا تعرض الناس لهذا الإشعاع، فقد يتسبب ذلك في آثار صحية شديدة فورية وطويلة المدى بما في ذلك السرطان، وشوهد هذا سابقا في عام 1986 في محطة تشيرنوبيل للطاقة في أوكرانيا، موقع أسوأ حادث نووي في التاريخ.
وفي هيروشيما وناجازاكي قتلت القنابل ما يصل إلى 140،000 شخص في هيروشيما، و80،000 في ناجازاكي بحلول نهاية سنة 1945، حيث مات ما يقرب من نصف هذا الرقم في نفس اليوم الذي تمت فيه التفجيرات.
ومن بين هؤلاء، مات 15-20 ٪ متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق، والصدمات، والحروق الإشعاعية، يضاعفها الأمراض، وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي. ومنذ ذلك الحين، توفي عدد كبير بسبب سرطان الدم (231 حالة) والسرطانات الصلبة (334 حالة)، والتي تأتي نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل، وكانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين.
ولذلك يتحتم على جميع الدول التي تمتلك أسلحة نووية العمل على وجه السرعة سواء بصورة فردية عند الضرورة وبصورة جماعية إن أمكن، لسن سياسات يمكنها تقليل المخاطر التي تواجه جميع الشعوب.
ماذا سيحدث بعد إطلاق هجوم نووي
هناك بعض الأشياء التي يجب فعلها خلال الساعة الأولى من انفجار قنبلة نووية، لأنه أخطر وقت بسبب وجود الإشعاع النووي، مثل عدم النظر إلى الضوء الناتج من الانفجار وفتح الفم بقدر الإمكان لتجنب انفجار طبلة الأذن من الضغط الذي تسببه القنبلة في الجو، والبقاء بعيدًا قدر المستطاع عن المباني الطويلة لأنها تسقط فور انفجار القنبلة.
"بحسب نوع الحادث، سوف يُطلَب من الناس أما المكوث في منازلهم واغلاق ابوابهم ونوافذهم، أو التَوَجُه مُباشرة الى أقرب ملجأ". كما يُحتمل أن تتم مطالبتهم بابتلاع حبّة من يوديد البوتاسيوم. وهي حبوب يتم توزيعها على السكان الذين يقطنون بالقرب من المحطات النووية كل عشر سنوات، كإجراء وقائي في حال وقوع حادث نووي. ويعمل هذا المركب الكيميائي في حال تناوله في الوقت المناسب وبالجرعة المناسبة على مَنْع امتصاص الغدة الدرقية لليود المُشع.
علاج آثار الإشعاع
ووفقا لدراسة أمريكية في عام 2017، تَبَيَّن أنّ أكثر من نصف العاملين في مجال طب الطوارئ في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان لم يتلقوا أي تدريبات على معالجة ضحايا الإشعاع.
وتشير الدراسة نفسها إلى أنه حتى المتخصصين الطبيين المدربين قد يشعرون بخوف شديد من الدخول إلى منطقة انتشار الغبار النووي، أو علاج ضحايا الإشعاع في موقع الانفجار. وكشفت الدراسة أن 33% من المتخصصين في مجال الطب قالوا إنهم لن يكونوا على استعداد للاستجابة في مثل هذا السيناريو.
وما يزيد من تفاقم تلك المخاوف هو عدم توافر العلاجات اللازمة لحالات التعرض للإشعاع، والحروق الناتجة عنه، بكميات كافية في أعقاب أي هجوم نووي.