صحف عالمية تحذر من كارثة نووية تهدد العالم
لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية تهيمن على تغطيات الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم السبت، حيث تناولت تطورات المعارك بين الدولتين، في ظل التهديد النووي الذي يتعرض له العالم، بعد الاشتباكات التي اندلعت قرب محطة ”زابوريجيا“، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا.
وقالت صحيفة ”واشنطن بوست“ إنه رغم احتواء الحريق الذي اندلع قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا، فإن خبراء الطاقة النووية ما يزالون يخشون المستقبل في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضافت في تقرير نشرته اليوم السبت: ”بالنسبة لمجموعة من الخبراء النوويين المخضرمين، الذين ساعدوا في تأمين الطاقة النووية التابعة للاتحاد السوفيتي السابق، والصواريخ النووية، عندما بدأ رحلة الانهيار في نهاية الثمانينيات، فإن صور القتال في محيط محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا تمثل حقيقة مخيفة“.
ومضت تقول: ”في ظل الدخان والنار، فإن هؤلاء الخبراء يعلمون أكثر من غيرهم الآليات الدقيقة لتحول حادث مثل ذلك إلى كارثة بشكل سريع“.
وتابعت: ”رغم أن الأضرار، على ما يبدو، قد تم احتواؤها، فإن أوروبا تجنّبت كارثة نووية على مستوى فوكوشيما، وفقًا لخبراء نوويين، قالوا إنهم لا يزالوا يشعرون بالخوف في ظل المعارك التي يخوضها الجيش الروسي في مناطق عديدة بأوكرانيا، التي تحتوي على 4 مفاعلات نووية، ومفاعل آخر لا يعمل، وهو تشرنوبيل، الذي لا يزال إشعاعه يتطلب صيانة مستمرة“.
ونقلت عن فرانك فون هيبل، خبير الفيزياء النظرية في جامعة برنكتون، الذي تعقب الأسلحة النووية في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وساعد في الحد من سباق التسلح النووي مع الاتحاد السوفيتي السابق، قوله: ”كنت أفكر في أزمة الصواريخ الكوبية، خلال ما حدث في محيط محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها حربًا تتضمن مفاعلات نووية، لم يكن هذا سيناريو متوقعا“.
ويرى خبراء أن ”المخاطر، التي تتعرض لها المحطات النووية في ظل المعارك، متعددة ومتفاقمة، لأن الإصلاح السريع لأي مشكلة يعتمد على العمل السريع والحيوي للموظفين المدربين تدريبًا عاليًا، والذين يعملون داخل كل منشأة“.
وأردفت الصحيفة: ”المهندسون النوويون، الذين يُجبرون على العمل في نوبات متعددة تحت تهديد السلاح، أو الذين يشعرون بقلق شديد تجاه عائلاتهم وأصدقائهم الذين لقوا حتفهم أو يتعرضون للخطر في ظل الحرب، سيكونون أقل فاعلية، مما لو واجهوا نفس التحديات التقنية في ظل ظروف السلم“.
من جانبه، قال مايكل شنايدر، عضو اللجنة الدولية للمواد الانشطارية، التي تتخذ من باريس مقرا لها: ”كانت هناك حالة من الرعب لدى كثيرين، عندما ترى حريقًا في موقع نووي، فإن هذا شيء سيئ، صور القتال بجوار محطة نووية أمر مروّع، بالنسبة لأي شخص يعلم ما يعنيه ذلك أو ما يمكن أن يؤدي إليه فإن هذه أخبار سيئة“.
وختمت الصحيفة: ”معركة السيطرة على منشآت الطاقة دفعت القادة الأوكرانيين إلى التكهن بأن القوات الروسية قد تستخدمها كشكل من أشكال الابتزاز النووي، لترهيب الأوكرانيين والعالم، في نفس الوقت الذي أمر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع القوات النووية لبلاده في حالة تأهب“.