الشيخ متولى الشعراوى يشرح لماذا كانت تكاليف العبادة بالشهور القمرية
حددت الفروض التي فرضها الاسلام بـ الشهور القمرية وفقا للهلال وغروب وشروق الشمس فما الحكمة من ذلك ؟
يجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول: لنفهم اولا الفرق بين منازل القمر وبروج الشمس، ان البروج هى اسماء من اللغة السريالية وهم برج الحمل والثور والجوزاء والسرطان والعذراء والاسد والميزان والعقرب والقوس والجدى والدلو والحوت، وعددها اثنى عشر برجا..وهذه هى ابراج الشمس ويتعلق بها مواعيد الزرع والطقس والجو.
ويجب ان نفهم ان لله فى البروج اسرار، بدليل ان الحق سبحانه وتعالى جعلها قسما حين يقول ( والسماء ذات البروج ) ،لذلك نجد ان التوقيت فى الشمس لا يختلف، فالشهور التى تأتى فى البرد والتى تأتى فى الحر هى هى، وكذلك التى تأتى فى الربيع والخريف.
وبين السنة الشمسية والسنة القمرية أحد عشر يوما، والسنة القمرية هى السنة التى تستخدم فى التحديد التاريخى للشهور العربية، ونعرف بداية كل شهر بالهلال، فيقول جل شأنه فى سورة التوبة:( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ).
تكاليف العبادة
لذلك كانت تكاليف العبادة محسوبة بالقمر حتى تسيح المنازل القمرية فى البروج الشمسية، فيأتى التكليف فى كل جو وطقس من اجواء السنة، فلا نصوم رمضان فى صيف دائم ولا فى شتاء دائم، ولكن يقلب الله مواعيد العبادات على سائر ايام السنة.
فريضة الحج
واضاف الشعراوى: والذين يعيشون فى المناطق الباردة مثلا لو كان الحج ثابتا فى موسم الصيف لما استطاعوا ان بؤدوا الفريضة، ولكن يدور موسم الحج فى سائر الشهور، فعندما يأتى الحج فى الشتاء ييسر لهم مهمة أداء الفريضة فى مناخ قريب من مناخ بلادهم.
وهكذا نجد انحكمة الله اقتضت ان تدور مواقيت العبادات على سائر ايام السنة حتى يستطيع كل الناس حسب ظروفهم المناخية أن يؤدوا العبادات بلا مشقة، غذن فالمنازل شائعة فى البروج وهذا سبب قول بعض العلماءان ليلة القدر تمر دائرة فى كل ليالى السنة وذلك حسب سياحة المنازل فى البروج.
بروج ومنازل
ويستخلص الشعراوى من ذلك أن هناك بروج للشمس ومنازل للقمر ومواقع للنجوم التى يقسم بها سبحانه فى قوله بسورة الواقعة: (فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) ولعل وقتا يأتى يكشف الله فيه للبشرية أثر مواقع النجوم على حياة الخلق وذلك عندما تتهيأ النفوس لذلك وتقدر العقول على استيعابه.
اذن كل شئ فىالكون له نظام: للشمس بروج، وللقمر منازل، وللنجوم مواقع، وكل اسرار الكون ونواميسه ونظامه فى هذه المخلوقات،
وقد اعطانا الله من اسرار الأهلة انها مواقيت للناس وللحج، وعندما تكلم سبحانه وتعالى عن الحج اراد ان يعطينا حكما متعلقا به: فقد كانت هناك قبائل من العرب تعرف بالحمس، وهؤلاء الحمس كانوا متشددين فى دينهم ومتحمسين له، ومنهم كانت قريش وكنانة،وخثعم، وجشم، وبنوا صعصاع ابن عامر، وكان اذا حج الفرد من هؤلاءلايدخل بيته من الباب لأنه أشعث أغبر من أثر مناسك الحج ويحاول ان يدخل بيته على غير عادته، لذلك كان يدخل من ظهر البيت.
تشدد مرفوض
كان ذلك تشددا منهم لم يرد الله ان يشرعه، حتى لا يطلع على شئ يكرهه فى زوجه أو أهله وأراد سبحانه وتعالى عندما ذكر مناسك الحج فى القران ان ينقى المناسك منهذه العادة المألوفة عند العرب، فقال ( وليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى، وأتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون ) اى لا تجعلوا المسائل شكلية، فنحن نريد أصل البر وهو الشئ الحسن النافع.