البن أصله يمني.. اليمنيون يحتفلون بـ عيد موكا رغم الحرب
حطم نشطاء يمنيون قيود الحرب في بلدهم، واحتفلوا بـ"عيد موكا"، أو كما يصفونه "اليوم الوطني لتشجيع زراعة البن" في عدة مدن عالمية.
ويُحيي اليمنيون في 3 مارس من كل عام "عيد البن"، الذي انطلق قبل 4 أعوام عبر مبادرة شبابية على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت شعار "حراس البن"، قبل أن ينتقل للواقع في دعم عشرات المزارعين لإعادة الاعتبار لهذه الشجرة التي تنتج أحد أجود أنواع القهوة في العالم.
وهذا العام، تخطى "عيد موكا الرابع" جغرافية البلد الغارق في الحرب منذ 7 أعوام، وتولى شبان يمنيون نشر رائحة القهوة العتيقة في عدة دول، منها روسيا والهند والصين والقاهرة وماليزيا، وفي الجناح اليمني في إكسبو دبي 2020.
سفراء موكا
وأقام يمنيون أطلقوا على أنفسهم "سفراء موكا" يوم للتذوق المجاني في هذه الدول للتعريف بعراقة البن اليمني وذلك تحت عنوان "البن أصله يمني"، وقد بدت روائح القهوة الطازجة تنتشر في جو باذخ من النكهة والتراث اليمني.
وكتب بكر الشرجباوي، أحد أبرز مؤسسي "حراس البن"، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن كل الفعاليات في مختلف دول العالم نظمها طلاب وجاليات اليمن بمبادرات ذاتية دون أي دعم مالي من أي جهة.
وأشار الشرجباوي إلى أن ما أسماهم "سفراء موكا" استقطعوا من مصاريفهم حبًّا في الوطن للتعريف بهوية اليمن، وهم لا يبحثون عن مصلحة، ولا عائد، واستهدفوا التعريف بأصالة البن اليمني وعراقته.
حراس البُن
ففي القاهرة، حمل جناح اليمن في مهرجان القهوة اسم "حراس البُن"، إشارة لأول مبادرة شبابية تنطلق بجهود ذاتية لتشجيع زراعة البن، ودعم تسويق أصناف البن خارجيا، أحياء اليمنيين، بحضور سفير البلد لدى مصر "عيد موكا"، وقدموا القهوة الطازجة مجانًا لمئات الزوار.
وقالت منصة "حراس البن" على "فيسبوك": إن اليمنيين حضروا بقهوتهم العتيقة أيضًا في ماليزيا، حيث مزارع الشاي الممتدة لتعريف شرق آسيا عن مشروب هويتهم التي كانت رفيق أجدادهم في الطقوس الدينية وأفخر هداياهم.
وعرفت اليمن بتصدير البن أو القهوة، الشهيرة باسم "موكا" نسبة إلى ميناء المخاء التاريخي، الذي كان المسؤول عن تصدير أول شحنة للبن إلى بقية أنحاء العالم مطلع القرن الـ15 الميلادي.
الأعلى جودة عالميًّا
وما يميز البن اليمني أنه من بين الأعلى جودة عالميًّا نظرا لخصائصه التي لا نظير لها، ويشتهر بنكهاته الفريدة من نوعها، بما في ذلك نكهة الشوكولاتة، الموز، الزبيب والقرفة، ويعد هوية وثقافة تربط حاضر وتاريخ اليمن.
وفي محافظة تعز، أكدت جمعية "بني سنان" التعاونية الزراعية في بني حماد تصميمها زراعة مئات الشتلات ضمن برنامج يهدف لزراعة مليون شجرة حتى 2025.
تحدي الحرب
وفي صنعاء، العاصمة المختطفة من قبل مليشيات الحوثي، تحدى اليمنيون الحرب، وشيدوا مهرجان جماهيريا لتسويق البن اليمني، ومن المتوقع أن يستمر من 3 إلى 5 مارس الجاري على باحة حديقة الـ70.
وفي الأعوام الأخيرة شيد عشرات اليمنيين الكثير منهم نساء مشاريعهم الخاصة منها في زراعة البن وأخرى في التصدير ومنهم كافيهات تقدم كافة نكهات البن اليمني.
وتتركز زراعة البن في المناطق الجبلية ذات الطقس البارد، كحراز وبني مطر والحيمتين في صنعاء، وبني حماد في تعز، ويافع جنوب اليمن، لكن الأشهر محليا، المزروع في بني حماد وحراز حيث تنتجان أجود أنواع البن اليمني.
وتصل الأراضي المزروعة بالبن نحو 30 ألف و544 هكتارا فيما بلغ إنتاج اليمن من البن، عام 2019 نحو 20912 طن.