كيف تحشد روسيا الجمهور العربي والإسلامي لدعمها ضد الدول الغربية
من الظواهر الملفتة للغاية في حرب روسيا وأوكرانيا كثافة الفيديوهات التي تبثها القوات الروسية للجنود الروس المسلمون، وهم ينخرطون في الحرب ضد الأوكرانيين ويمارسون في الوقت نفسه طقوسهم الدينية الإسلامية مثل الصلاة والتكبير وغيرها، الأمر الذي لاقى تأييد وتعاطف الكثير من المسلمين ولا سيما التيارات الدينية مع روسيا ضد أوكرانيا ومن خلفها أمريكا وأوروبا، ويبدو أن توظيف هذه الفيديوهات حققت المطلوب منها بعناية.
دعم الجمهور العربي والإسلامي
يقول على كومان، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية: إن روسيا تريد الحصول على تأييد ودعم الجمهور العربي والإسلامي، في مواجهة الحشد الغربي خلف أوكرانيا في إطار الحروب المعنوية التي يشنها كل طرف ضد الآخر، موضحا أن هناك عدة معطيات تبرر لروسيا توظيف هذه الفيديوهات وبثها بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي.
أضاف: الإسلام هو ثاني أكبر ديانة في روسيا الاتحادية بعد المسيحية الأرثوذكسية، ويبلغ عدد المسلمين ما يقرب من 20 مليون مسلم وينقسمون إلى أربعة اقسام، الأول ينحدرون من سلالة التتار، ويعيشون في روسيا منذ مئات السنين وحالهم حال القومية الروسية ولا يفرقون عن عادات الروس وتقاليدهم القومية إلا في الدين فقط، لافتًا إلى أنهم ينتشرون في كل روسيا ويتركزون في تتارستان وعاصمتها مدينة كازان.
تابع: القسم الثاني الشيشانيون وهؤلاء هم أبطال الفيديوهات الدينية من الجيش الروسي التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي، أما القسم الثالث فهم الروس المهاجرين من أواسط آسيا مثل الطاجيك والأوزبك والترك والقرجيز، لكنه هؤلاء أكثر انعزالًا عن الثقافة الروسية ولهم ثقافته الخاصة في الزواج والعادات والتقاليد وكل شيء.
مذهب المسلمين في روسيا
واستطرد: أما القسم الرابع فهم من الأذريين ومن خالطهم من الأرمن والفرس، وهم مسلمون شيعة وعددهم من مليونين إلى 3 ملايين، لكنهم جزء يصعب فصله عن المجتمع الروسي كونهم سكانا أصليين، ويشاركون الروس الروح القومية والثقافة.
اختتم الباحث مؤكدًا أن غالبية المسلمين في الاتحاد الروسي على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان والقليل مالكية وشافعية، وتنتشر هناك الطرق الصوفية مثل النقشبندية والجيلانية وخاصة بالشيشان، أما الشيعة فالأكثرية الساحقة هم جعفرية اثنى عشرية وأقلية إسماعيلية، على حد قوله.