زينات صدقي.. صاحبة السعادة التي اضطرت لبيع عفش منزلها للإنفاق على علاجها
ممثلة كوميدية بالدرجة الاولى، حصرها المخرجين فى دور طويلة اللسان، فلم تمثل سوى أدوار العانس التى تبحث عن ابن الحلال، أو الخادمة، فلم تجده الفنانة خفيفة الدم زينات صدقى ـ رحلت فى مثل هذا اليوم عام 1978 ـ مثلا فى دور الأم أو الزوجة أو ربة البيت إلا فى أفلام قليلة جدا، تماما مثلما حصر المخرجون مارى منيب فى دور الحماة.
بالرغم من افتقادها إلى الحسن والجمال كغيرها من النجمات إلا أنها امتلكت ملكات خفة الدم وطلاقة اللسان فظهرت فى الأربعينات مثلا فى فيلم عفريتة هانم بالعانس صاحبة البنسيون التى لايهمها سوى جمع الأجرة، وبعده فيلم ليلة العيد.
بنات حواء
وفى الخمسينات قدمت أفلام العانس أيضا فى بنات حواء إخراج نيازى مصطفى، الأنسة حنفى، مدرسة البنات لحسين فوزى، القلب له أحكام، ابن حميدو، شارع الحب، بين ايديك ليوسف شاهين عام 1960 فى دور العانس أيضا.
أما أدوار الخادمة أو الوصيفة للبطلة فقدمتها فى أفلام: عايزة اتجوز عام 1952، موعد مع الحياة، بنت الأكابر، أنا وحبيبى، أقوى من الحب، الستات مايعرفوش يكذبوا، وغيرها، فهى اما خادمة لفاتن حمامة او شادية او مديحة يسرى.
افيهات شهيرة
كما قدمت المراة الارستقراطية التى تصرف على الرجال لتصطاد واحد منهم فى ادوار قليلة جدا مثل شهر العسل، غزل البنات.
وزينات صدقى تكون أقل اضحاكا حين تخرج عن دور العانس أو الوصيفة وتبدو أقرب إلى الشريرة منها إلى الإنسانة مثلما قدمت فى فيلم " دهب " مع انور وجدى عام 1953. كما وصل عدد افلامها اكثر من 150 فيلما، ومن افيهاتها الشهيرة " كتاكيتو بنى "
ولدت زينات صدقى عام 1913 بالاسكندرية واسمها الاصلى زينب محمد سعد، وتزوجت وهى فى عمر 15 عاما لفترة قصيرة، ثم تزوجت من موسيقي مغمور اسمه إبراهيم فوزي وفشل زواجها ايضا ولم تنجب ابناء، وعارضت أسرتها عملها بالفن خاصة بعد أن بدأت تشارك صديقتها خيرية صدقي الغناء في الأفراح الشعبية داخل مدينة الإسكندرية.
بدأت مشوارها الفنى بالعمل كراقصة مغمورة فى فرقة بديعة مصابنى، كما قامت بأداء المونولوج ووضعت لنفسها مونولوج باسمها: " أنا زينات المصرية.. أرتيست ولكن فنية.. أغاني واتسلطن يا عينية.. تعالى شوف المصرية "، وعندما التحقت بفرقة الريحانى اختار لها نجيب الريحانى استاذها الأول وصاحب الفضل عليها صاحب الفرقة اسم زينات صدقى نسبة الى صديقتها خيرية صدقى.
ربة المنزل
كان أول أدوارها هو دور خادمة دلوعة فى مسرحية "الجنيه المصرى " عام 1931، ثم كانت أول مشاركتها فى السينما فى فيلم "الاتهام " عام 1934 ثم ابتدع لها بديع خيرى شخصية العانس والخادمة التى لازمتها حتى آخر أدوارها.
فى عام 1960 انضمت زينات صدقى الى فرقة ساعة لقلبك من الرعيل الأول من نجوم الفرقة عبد المنعم مدبولى وفؤاد المهندس وهنيدى وعقيلة راتب وغيرهم، ومنها الى مسرح التليفزيون.
أصيبت بمرض بالرئة فى آخر حياتها ولم تجد ما يعينها على العلاج حتى انها اضطرت الى بيع عفش بيتها عام 1966، وطلب منها زملائها التقدم الى المسئولين بطلب المساعدة ورفضت وكانت تقول دائما “ الفن مالوش أمان اكلني لحما ورماني عظما”، وعندما علم الرئيس أنور السادات بحالها أمر بصرف معاش شهرى لها وكرمها فى عيد الفن قبل رحيلها بعامين كما قام بتكريمها فى عيد الفن.