مايا مرسي: لا يجوز تحميل المرأة فقط عبء الزيادة السكانية
قالت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومى للمرأة، إن تمكين المرأة والاستثمار في الفتيات هو أحد السبل الأساسية لضبط النمو السكاني والارتقاء بخصائص السكان، فحين يزيد معدل المساهمة الاقتصادية للمرأة ينخفض معدل الانجاب الكلى، وتمكين المرأة يعنى الاستمرار فى التعليم، وتنمية المهارات، ودخول سوق العمل، والوصول إلى الموارد، وإلى الرعاية الصحية والإنجابية والقضاء على الزواج المبكر وعلى العنف ضد المرأة بكافة أشكاله، وذلك فى حفل اطلاق المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية.
وأضافت "مايا"، لا نريد أن نلقى بعبء الزيادة السكانية على المرأة فقط، فالمرأة جزء من المجتمع، وحين نسأل السيدات على أرض الواقع عن سبب كثرة الإنجاب تكون الاجابة "علشان خايفين من الطلاق" أو عشان لازم نجيب الولد" أو "لأن الولد بالنسبه هو امان وحماية داخل الاسرة"، لذلك نؤكد ضرورة العمل مع المرأة المصرية دون تحميلها وحدها هذا العبء.
وتابعت، لقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى سابقًا أن الحديث عن حقوق الإنسان يتطلب ضرورة القضاء على الزواج المبكر، والعنف ضد المرأة، وقالت: أؤكد أنه فى العصر الذهبي للمرأة المصرية، سوف نقضي تمامًا على الزواج المبكر، وعلى جميع أشكال العنف ضد المرأة، بفضل الإرادة السياسية الحقيقية النابعة من القلب.
وأوضحت الدكتورة مايا مرسي: يعمل المجلس القومي للمرأة علي محورين أساسيين، هما التمكين الاقتصادى للمرأة والتدخل الثقافى والتوعوى والتعليمى، والمدخل الأول فى محور التمكين الاقتصادى هو دور المجلس القومى للمرأة فى استخراج بطاقات الرقم القومى للسيدات بالمجان فى القرى المستهدفة، ونستهدف فى هذا المدخل ٥٠٠ ألف بطاقة بالتعاون مع وزارة الداخلية، والمدخل الثانى هو الشمول المالي للمرأة الريفية بالشراكة مع البنك المركزى المصرى.
واشارت الى انه تم الانتقال من مرحلة " الصندوق الحديدي " الى نموذج رسمى قانونى عن طريق حسابات مجموعات بنكية يتم تطبيقها للمرة الأولى في مصر لتتناسب مع احتياجات السيدات على الارض، تلك السيدة التى تدخر وتطمح فى اقامة مشروعات جماعية صغيرة او متناهية الصغر وذلك باستخدام كروت ميزة، كما أطلق المجلس أول تطبيق الكتروني فى مصر لمجوعات الادخار والاقراض الرسمى يحمل اسم "تحويشه " باستخدام التليفون الذكى.. وهى نقلة نوعية فى وصول الخدمات المالية والمصرفية باستخدام احدث وسائل التكنولوجيا المبسطة للسيدات.
وتابعت: يتم تدريب 3000 ميسرة مالية على هذا التطبيق الالكترونى، وللمرة الأولى فى مصر أصبحت الميسرات الماليات وكيلات مصرفيات بمعنى (بنك متنقل فى القرى يوفر الخدمات المالية)، ونستهدف فى هذا المدخل الوصول الى مليون و200 الف سيدة و٦٠ ألف مجموعة ادخارية.
وأضافت “مايا”: المدخل الثالث هو تشجيع وتعزيز التثقيف المالي والرقمي ودورات تدريبية متخصصة لرياة الأعمال والمشروعات الخضراء، ونعمل على احالة السيدات للتقديم لمشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، حيث أن السيدات في القري المستهدفة في المبادرة تمتلك القدرة علي اقامة انشطة بيئية كثيرة، سوف ترصد علي المستوي العالمي ونحن مقبلين على استضافة مصر قمة التغير المناخى cop 27 بشرم الشيخ خلال العام الجارى، ونستهدف فى هذا المدخل مليون سيدة.
وقالت رئيسة المجلس القومى للمرأة: يتمثل المدخل الرابع فى توفير مشاغل ووحدات انتاجية لتدريب المرأة الريفية من اجل التشغيل لمنتجات زراعية وغذائية وغيرها بناءا على الميزة النسبية للقرى المستهدفة والتركيز على المنتجات البيئية المستدامة، وإضافة الى ذلك يتم التنسيق مع وزارة الصحة والسكان داخل مراكز الصحة لتوفير مشاغل لتدريب السيدات على انتاج المستلزمات الطبية وتوريد المنتجات للمستشفيات التكاملية والوحدات الصحية، ونستهدف 200 مشغل ووحدة انتاجية فى اطار المشروع مما يساهم فى توفير 75 ألف فرصة عمل، وفيما يتعلق بمحور التدخل الثقافى والتوعوى والتعليمى، فالمدخل الأول هو جلسات الدوار، حيث يعمل المجلس القومى للمرأة مع كل من الأزهر الشريف، ودار الإفتاء، والكنيسة المصريه، ووزاره الاوقاف لاستهداف 10 الآف قيادة دينية من الائمة والقساوسة والراهبات والواعظات المدربين على قضايا تنمية الأسرة، لتبدأ رحلة جلسات الدوار للتوعية بوجود قيادة دينية وطبيب/ة وقيادة طبيعية فى القرى لتوعية ال10 مليون مصرية ومصري.
وأضافت “رئيسة المجلس”: المدخل الثانى فى التوعية هو "الإرشاد الأسري والتنشئة المتوازنة"، حيث تم تأهيل مدربين ومدربات معتمدين من الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال في مصر لتقديم الارشاد الاسرى داخل القرية على موضوعات: اضرار الزواج والحمل المبكر وزواج الاقارب واضرار ختان الاناث والعنف ضد المراة والطفل، وأهمية المباعدة بين الاطفال التى تحفظ حق الطفل فى التربية الجيدة وتحميهم من الامراض مثل التقزم والسمنه والتاخر فى النمو، فضلًا عن حفظ حق الام فى صحة جيدة، وموضوع اخر وهو التنشئة المتوازنة بين الأمومة والأبوة للوصول الى جيل متوازن يقدر الترابط الأسرى.
وتابعت: وفى اطار الاستثمار في الفتيات، تم تخصيص برامج مخصصة استهدفت الطالبات بالمرحلة الاعدادية والثانوية لتشجيعهن على الحوار والتعبير عن احلامهن وارائهن وتزويدهن بالمهارات الحياتية بالاضافة الى برنامج مدته 40 يوم يتم من خلاله تزويد الفتيات بكافة المعارف اللازمة الصحية والاجتماعية والاقتصادية التى تمكنهن من اختيارات افضل لحياتهن، ولأن الاستثمار فى الفتاة المصرية اليوم سوف نحصده فى المستقبل امراة واعية قوية، نستهدف من هذه البرامج مليون فتاة، وأخيرًا، كل هذه الجهود ستكون بالشراكة الفعالة مع كافة الشركاء المعنيين بتحقيق أهداف المشروع القومى لتنمية الأسرة.