الحرب الروسية الأوكرانية وأفاق جديدة لمصر
إن الأزمة الروسية الأوكرانية سوف تعيد تشكيل خريطة سوق الغاز الطبيعى، خاصة في ظل اعتماد أوروبا بشكل كبير على الغاز الروسي، وفى ظل الصراع بين روسيا والغرب بسبب أوكرانيا يدفع الدول الأوربية لخريطة بديلة ومن ثم تكون مصر في مقدمة هذه الخريطة بل تصبح من أهم المقاصد أمام أوروبا للحصول على الغاز، مما يعنى خلق فرص تصديرية جديدة أمام مصر في ظل ارتفاع أسعار الغاز عالميا.
فالحرب الروسية الأوكرانية تضع مصر فى قائمة مصدرى الغاز، فقد عبرت مصر في السنوات السابقة طريقا من العجز والإستيراد إلى الإكتفاء الذاتى والتصدير، ولذا مصر في مقدمة السيناريوهات البديلة لتأمين احتياجات أوروبا من الغاز، فقد بادرت مصر خلال السنوات الماضية بفكرة إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط قبل عامين خلال القمة الثلاثية بين زعماء مصر وقبرص واليونان بجزيرة كريت، وإستطاعت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى أن تكون رقما مهما في سوق تجارة الغاز الطبيعى في منطقة شرق البحر المتوسط..
تصدير الغاز
ومن ثم أصبح مثالا للتعاون الاقليمى، حيث إجتمعت دول الاعضاء على منهجية موحدة ألا وهو تحقيق أكبر قدر من الإستفادة من ثروات منطقة شرق المتوسط لصالح شعوب المنطقة والعمل على التكامل بين دول الأعضاء، بل انضمت للمنتدى الولايات المتحدة الامريكية بصفة مراقب وتم إضافة مجال الطاقة إلى الحوار الاستراتيجى بين القاهرة وواشنطن، بل حرصت المؤسسات الدولية على حضور فعاليات المنتدى سواء البنك الدولى أو الإتحاد الاوروبى.
واستطاعت مصر في السنوات السابقة تحقيق رقم قياسي في صادرات الغاز الطبيعى لتحتل مصر صدارة ترتيب الدول العربية التى حققت النمو الأكبر في حجم صادرات الغاز الطبيعى وخاصة في أواخر عام ٢٠٢١، حيث قامت مصر خلال السنوات الماضية بتأهيل البنية التحتية في مجال الغاز الطبيعى، وفتحت مسارات جديدة لصادرات الغاز المسال، ومجهودات كثيرة متعددة الأوجه في هذا المجال قد انتجت ثمار تتلمسها مصر الان، بل تتنظر مصر فتح مجالات أخرى للتصدير بعد الحرب الروسية الأوكرانية ومن ثم سوف تعيد أوروبا ترتيب أوراقها لتأمين احتياجاتها..
إن مجهودات مصر فى السنوات السابقة جعلتها على الخريطة الدولية والإقليمية في قضايا هامة ويضاف إليها أن تكون على خريطة الطاقة الأوربية لأن مصر بالفعل تمتلك الإمكانات اللازمة لتصبح أحد البدائل الهامة بالنسبة للطاقة في أوروبا.
