الراقصة تحية كاريوكا تعترف: أخطائي كثيرة لكن الوقت فات
فى مجلة “الكواكب” عام 1965 كتبت الراقصة تحية كاريوكا مقالا تعترف فيه بمجموعة اخطاء لها فى حياتها قالت فيه:
الحياة مجموعة أخطاء وبالنسبة لى كراقصة وممثلة، فحياتى كلها مليئة بالأخطاء لكن مين يفتكر، لأنى لو افتكرت اخطائى اللى فاتت لن أكون تحية كاريوكا، وأصبح شخصية أخرى جديدة.
أنا لا أحب أن أكون تحية كاريوكا التى عرفها الناس بكل عيوبها، لقد بدأت حياتى راقصة وأنا طفلة لأنى كنت فى حاجة لأن أعيش، أنا لن أقول لك جاية من الميرديديه أو أكلمكم عن بابى ومامى وفيلا بابى التى كنا نسكنها وأنى ضحيت بالعز فى سبيل الفن، أبدا أنا لولا الرقص البلدى يمكن كنت اشتغلت شغلانة تانية فالرقص ليس خطأ فى حياتى.
فى بداية الأمر كنت اعتبر الرقص الشرقى من الأعمال الشاقة التى ليس هناك أسوأ منها إلا الجوع وده كان خطأ كبير فى حياتى.. إلا أن خطأى الأكبر هو أننى بعد أن فتح على ربنا وأصبحت مشهورة سافرت أمريكا لأغزو مشارق الأرض ومغاربها لكن اكتشفت أنى ضيعت سنين طويلة من عمرى فعدت إلى القاهرة عام 1945 لأبدأ الكفاح من أول السلم.
من أخطائي الكبيرة أيضا أنى مديونة باستمرار لأنى أشعر بعداوة شديدة بينى وبين الفلوس ولا أستريح إلا إذا تخلصت من كل ما معى.
أما الإسراف فى الزواج وتعدد أزواجى فهذا ظلم فالإشاعات زوجتنى كل يوم زوج شكل حتى وصلوا أكثر من عشر أزواج لكن هم خمسة فقط، وهؤلاء تركتهم لأن الحب ليس بالعافية وأنا أؤمن الحياة الزوجية لابد ان تكون حب فى حب وأنا من النوع الذى يصدق النظرات والهمسات بسرعة.
فى الحقيقة أنا لا ينفع معى النصيحة والإرشاد وكثير من أصحابى يقدمون النصيحة وأصدقهم بعقلى لكن قلبى لا يطاوعنى طبيعتى أنى لابد وأن أجرب بنفسى والمس الخطر فى الشغل أيضا أصلى حمارة حلوة.
أنا لا أحب الحياة الهادئة أبدا، أحب المتاعب ويخيل لى أنى أصبحت مليونيرة، ولو لم أعرف كيف أضيع الملايين التى معى لأصابنى المرض وبعد كده مش عايزنى أقول على نفسى حمارة.
هناك خطأ آخر أخطأته فى حياتى وهو أن كثيرا من الناس يرددون أنى ملكة فى الردح والخناق والصوت العالى، والحقيقة أنا فعلا شرسة مع أهل الشراسة والإجرام، لأن فيه ناس لا ينفع معهم الذوق، أنا كده لا أسكت أبدا على أى إهانة لو حايكلفنى عمرى، لكن الحكاية فى النهاية عقدة منذ الطفولة.
أما الخطأ الذى فلم أسامح نفسى عليه وهو عندما أصر المخرج صلاح أبو سيف أن أصفع الأستاذ عبد الوارث عسر فى فيلم شباب امرأة صفعة قوية وأعيد المشهد إحدى عشرة مرة لعجزى عن لطم أستاذ كان بالنسبة لنا جميعا الأب والأستاذ واضطررت إلى صفعه من أجل المشهد.
