القضاء حل الجماعة و"المحامين" طردتها بعد 30 عاما.. إخوان الأردن تصارع الموت
تعيش جماعة الإخوان في الأردن أخر مرحلة في تاريخها، تتراجع على جميع المستويات بعد عدة خسارات متتالية على المسرح السياسي، القضاء حل الجماعة بحكم تاريخي بسبب رفضها تقنين اوضاعها القانونية، خسروا بشكل فادح مؤخرًا انتخابات نقابة المهندسين، التي سيطرت عليها بالتحالف مع تيارات إسلامية آخرى لمدة اقتربت من 3 عقود، ما يعني أن التنظيم في طريقها للتحلل في واحدة من أكبر معاقلها بالمنطقة.
الإخوان والارتباك داخل الأردن
يقول عمر كلاب، الكاتب والباحث الأردني، أن إخوان الأردن تعيش حالة صعبة من الارتباك لم تعد خافية على أحد، موضحا أن أحد أسباب التراجع المهين للتنظيم حالة إنكار للأزمة الداخلية والتي انعكست على شعبيتها في الخارج.
أضاف: ما زالت نفس العقلية المتزمتة التي أدت لانهيار الجماعة في كل الأقطار العربية تسيطر على القرار في إخوان الأردن، موضحا أنها المسئولة عن التسبب في المأزق المأزق الحالي، مردفا: الخسارة في المهندسين ليست سوى مظهر من مظاهر الأزمة وليست كلها.
تابع: طالما بقيت تلك العقلية مسكونة بهاجس الإجابة التقليدية أن الخسارة ناجمة عن تدخلات، وليست حاصل واقع الحركة وخطاياها واخطائها منذ الربيع العربي وما بعده، ستكون الخسائر أكبر.
فرص الجماعة الضائعة في الأردن
أضاف: أعطت الدولة الأردنية أصحاب الاتجاه الإسلامي فرصة تاريخية في لجنة تحديث المنظومة السياسية، وكانت فرصة كبرى كي يثبت الإسلامي حرصه على العمل الجمعي واستعداده للتآلف والتشابك مع الحياة المدنية.
استكمل: لم تستغل الجماعة الفرصة، وظلت أسيرة خطابين أحدهما داخلي والآخر خارجي، وهما متناقضان تماما، ليتضح على الفور أنهم يريدون المغالبة لا المشاركة كما كانت شعاراتهم في كل البلدان العربية.
اختتم: رفضوا كل المقترحات بما فيها تلك المقترحات التي تم التوافق عليها داخل اللجنة، وحاولوا الهروب إلى الأمام بالتوسع في قرار المقاطعات وتعليق المشاركات سواء في الانتخابات البلدية أو النقابية على أمل إحداث خسائر للمنافسين السياسيين، لكن تصرفات الجماعة تسببت في خسائر فادحة للتيار الإسلامي.
كانت السلطات القضائية الأردنية قررت حل جماعة الإخوان واغلقت قوات الأمن مقر الجماعة في عمان بالشمع الأحمر، بعد أن أصدرت محكمة التمييز وهي أعلى هيئة قضائية في الأردن حكما بحلّ الجماعة لرفضها تصويب أوضاعها القانونية.
