سر السيارة الحمراء التي اشتراها محمود شكوكو ورفضت الجمارك دخولها مصر
عبقرى من عباقرة فن المونولوج فى الزمن الجميل، بدأ نشاطه الفنى فى الأربعينيات بتقديم المونولوجات مع فرقة على الكسار تميز بخفة الدم، لقب بـ شارلي شابلن العرب، واشتهر بارتداء الجلباب والطاقية والعصا والغناء والأراجوز فى يده، ومن فكرة الأراجوز جاء إنشاء مسرح العرائس، الفنان محمود شكوكو رحل فى مثل هذا اليوم عام 1985.
ولد محمود شكوكو ابراهيم موسى الشهير بـ محمود شكوكو عام 1912 بحى الدرب الأحمر بالجمالية ويرجع سر تسميته شكوكو الى ان جده كان يهوى تربية اليوك الرومى التى كانت تحدث أصواتا شكوكو، وعندما ولد أطلق والده عليه محمود واصر جده أن يضيف شكوكو كاسم مركب ليصبح محمود شكوكو.
نجار باب وشباك
عمل محمود شكوكو بورشة نجارة والده، كان نجار باب وشباك وموبيليا، وكان ذلك سببا أساسيا لحرمانه من التعليم، إلا أنه منذ طفولته كان عاشقا للغناء الكوميدى وتقليد الفنانين، وبالرغم من عدم انقطاعه عن ورشة النجارة، عمل بالغناء ليلا فى الأفراح الشعبية والملاهى، وهناك تعرف على فرقتي "الزعبلاوي"، و"سيد قشطة"، وعمل أيضا مع فرقة "فاطمة الكسارة"، وتقاضى أول أجر له من عالم الفن قرشي صاغ.
من نوادر شكوكو الضاحكة أنه اشترى شكوكو سيارة حمراء أثناء وجوده فى لندن فى أول زيارة لها لتقديم حفلاته هناك في فترة حكم الملك فاروق، وعاد إلى مصر ومعه سيارته "رالى حمراء" ورفضت الجمارك دخول السيارة لأن اللون الأحمر فى السيارات كان حكرا على الملك فاروق فقط، فأرسل شكوكو استغاثة الى رئيس الوزراء مصطفى النحاس الذى رفعها بدوره إلى الملك فاروق الذى أجاز دخول السيارة وقال:شكوكو بس هو اللى يركب عربية حمراء.
جائزة الفن
وعندما قرر "السادات" منح شكوكو جائزة الفن في عيد الفن، حاول "شكوكو" حفظ كلمة تعبر عن فرحته بهذه الجائزة، وظل يراجعها قبل صعوده على المسرح، لكنه بمجرد أن شاهد "السادات" لم يستطع تذكر شيء منها، وهنا ظهرت عبقريته وخفة ظله؛ فقال:ساعة ما بشوفك بيروح منى الكلام وأنساه، فتعالت ضحكات الحضور، وهو وغرق السادات فى نوبة من الضحك.
شكوكو بقزازة
اشتهر محمود شكوكو بين الجمهور ونال شعبية كبيرة فى البلاد العربية كلها حتى ان احد النجارين صنع تماثيل خشبية تجسد شكل "شكوكو"، وكان يتم استبدالها بزجاجات فارغة، وقام أفراد مقاومة الاحتلال الإنجليزي بجمع هذه الزجاجات وملأها بالمواد الحارقة لتصبح قنابل مولوتوف يلقونها على جنود الاحتلال، ليتحول بذلك شكوكو إلى أحد أبطال المقاومة وكان النداء على توزيع الزجاجات هذه (شكوكو بقزازة).
اتجه محمود شكوكو إلى السينما وأول أدواره فى فيلم "بحبح في بغداد" إخراج حسين فوزى عام 1942، ثم كان فيلم حسن وحسن من إخراج نيازى مصطفى، فيلم شارع محمد على من إخراج نيازي مصطفى أيضا لتتوالى أفلامه: الصبر طيب، تاكسى حنطور، البنى آدم، عودة طاقية الإخفاء، الدنيا بخير، اكسبريس الحب، صاحب بالين ن يوم فى العالى، أمل ضائع، أحب البلدى ن قلبى دليلى، بياعة اليانصيب، عنبر، طلاق سعاد هانم، نادية، زقاق المدق، أنا بنت ناس، حرامى الورقة وغيرها.
وكان آخر فيلم مثله محمود شكوكو في حياته فيلم شلة الأنس عام 1976 إمام هدى سلطان وعزت العلايلى ووحيد سيف ومحمود التونى ومحمد رضا.