يعود للقرن التاسع.. أبرز محطات الصراع بين روسيا وأوكرانيا
لم تكن الأزمة الدائرة حاليًا بين أوكرانيا وروسيا وليدة اللحظة وإنما هي جزء من صراع طويل يعود جذوره إلى القرن الـ التاسع، ويندرج هذا الصراع في الأساس تحت رغبة موسكو في عدم استقلالية كييف، ويرصد التقرير التالي أبرز محطات الصراع بين موسكو وكييف.
إرث الأمير
الصراع الروسي الأوكراني يعود منذ البداية إلى خلاف حول إرث الأمير، ياروسلاف الحكيم، الذي وحد الإمارتين بين بحر البلطيق والبحر الأسود في القرن الـ11، ليتحول رفات الأمير ياروسلاف إلى بذرة الخلاف التاريخي للصراع الروسي الأوكراني.
وأوكرانيا كانت بطبيعة الحال جزء من الاتحاد السوفيتي، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، مرت العلاقات الثنائية للدول بالحلف بفترات من العلاقات والتوترات والعداء الصريح، في أوائل التسعينيات، كانت سياسة أوكرانيا تهيمن عليها التطلعات لضمان سيادتها واستقلالها، تليها سياسة خارجية توازن التعاون مع الاتحاد الأوروبي وروسيا وغيرهما من الأنظمة السياسية القوية وهو ما رفضته موسكو ولا زالت ترفضه.
ثورة الكرامة
وازدادت العلاقات عدائية بين البلدين منذ اندلاع ثورة الكرامة في أوكرانيا، التي أطاحت بالرئيس الأوكراني المنتخب فيكتور يانوكوفيتش وأنصاره، لأنه رفض التوقيع على اتحاد سياسي واتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي التي حظيت بدعم الأغلبية في البرلمان الأوكراني، وهنا روسيا طبقت ضغوط اقتصادية ضد أوكرانيا وجهزت حملة دعائية ضد صفقة الاتحاد الأوروبي.
وكانت حكومة أوكرانيا ما بعد الثورة ترغب في إلزام البلاد بمستقبل داخل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، بدلًا من الاستمرار في لعب اللعبة الدبلوماسية الحساسة المتمثلة في موازنة مصالحها الاقتصادية والأمنية مع مصالح روسيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وخشيت الحكومة الروسية من أن عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ستكمل الجدار الغربي للدول الحليفة من خلال تقييد وصول روسيا إلى البحر الأسود.
ومع تحالف كوريا الجنوبية واليابان مع الولايات المتحدة، كانت الحكومة الروسية قلقة من أن روسيا محاصرة من قبل قوى معادية محتملة.
دعم الانفصاليين
في أعقاب ثورة الكرامة، دعمت روسيا الميليشيات الانفصالية في جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية في حرب في منطقة دونباس ذات الأهمية الاقتصادية في أوكرانيا، على حدودها الشرقية مع روسيا. هذه المنطقة لديها أغلبية عرقية روسية.
حرب 2014
وفي عام 2014 وقعت الحرب في دونباس والتي تعرف أيضا الحرب في أوكرانيا أو الحرب في شرق أوكرانيا وكانت عبارة عن نزاع مسلح في منطقة دونباس من أوكرانيا، خرجت مظاهرات من جانب الجماعات الموالية لروسيا، ومنذ 2014، تقاتل كييف تمردا مواليا لموسكو في منطقتين انفصاليتين عند الحدود مع روسيا، عن ضمت الأخيرة شبه جزيرة القرم في أوكرانيا.
بحلول أوائل عام 2022، قتلت الحرب الروسية الأوكرانية أكثر من 13000 شخص، وفرضت بعض العقوبات الغربية على روسيا.
