ضربات متتالية وهجوم من عدة جبهات.. ماذا ينتظر أوكرانيا في حالة الغزو الروسي
توقعت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية أنه في حال غزت روسيا جارتها أوكرانيا، ستهاجم موسكو في وقت واحد على عدة جبهات، إلا أنها اعتبرت أن القوات المسلحة الأوكرانية لن يتم هزيمتها بسهولة كما يتوقع البعض.
ماذا يحدث حال الغزو؟
وتحت عنوان ”ماذا يحدث إذا غزت روسيا (أوكرانيا)؟“، قالت الصحيفة البريطانية في تحليل لها إن روسيا ستستغل ”تفوقها العسكري الساحق“ في القوات البرية والبحرية والجوية، وستهاجم أوكرانيا في وقت واحد على عدة جبهات، من الشمال الشرقي ودونباس وشبه جزيرة القرم.
وأضافت: ”ستقود القوات البرية المنتشرة في بيلاروسيا، مدعومة بضربات جوية، حملة خاطفة جنوبًا للاستيلاء على العاصمة كييف سريعًا، وعليه، سيضطر الجيش الأوكراني، المحاصر من الناحية النظرية، إلى الاستسلام“.
وأوضحت الصحيفة في تحليلها أن الهدف الأساسي لموسكو يتمثل في ”الاستسلام السريع“ للحكومة الأوكرانية في كييف و“تحييد“ قادتها المنتخبين، بالإضافة إلى السيطرة على القصر الرئاسي والبرلمان والوزارات ووسائل الإعلام“.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغزو سيترتب عليه العديد من الأزمات الأخرى، وقالت: ”قد يفر مئات الآلاف، ما يعرض أوروبا لحالة طوارئ إنسانية ضخمة ولاجئين.. ولا يمكن استبعاد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والفظائع التي ترتكبها الأسلحة الكيماوية، كما هو الحال في سوريا“.
خطة بديلة
وتحت عنوان ”هل لدى بوتين خطة بديلة؟“، نقلت الصحيفة عن محللين قولهم: ”إن روسيا يمكن أن تختار هجومًا محدودًا وأقل خطورة للاستيلاء على المزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا ودونباس، مع التأكيد على استقلال الجمهوريات الانفصالية الموالية لموسكو هناك“.
وأضاف المحللون، وفقًا للصحيفة، ”قد تحاول روسيا أيضًا الاستيلاء على المنطقة الرئيسية، وهي موانئ (ماريوبول) على بحر آزوف وأوديسا على البحر الأسود، وإنشاء (جسر بري) لشبه جزيرة القرم“.
في المقابل، رأت ”الجارديان“ أنه لن يتم هزيمة الجيش الأوكراني بسهولة، مشيرة إلى أنه قد ينضم المدنيون إلى ساحة القتال، بالإضافة إلى أنه لم تستبعد الولايات المتحدة وبريطانيا ”تسليح مقاتلي المقاومة“، كما حدث أثناء ”الاحتلال السوفييتي“ لأفغانستان، فضلًا عن أن الرأي العام الروسي قد ينقلب ضد بوتين بسبب خسائر الغزو الكبيرة.
وعن دور الغرب في الحرب، أوضحت الصحيفة البريطانية أنه على سبيل المثال، لن تتدخل القوات الأمريكية بشكل مباشر في القتال، لكن سيتم تقديم المساعدة العسكرية بسرعة من قبل بعض دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية والأسلحة مثل الصواريخ المحمولة (كما هو الحال في أفغانستان).
ورأت الصحيفة أنه إذا طال أمد القتال وتصاعدت الخسائر في صفوف المدنيين، فإن الضغط على الغرب للتدخل سيزداد بسرعة. وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي غير المسبوقة سيكون لها دور مؤثر في جعل روسيا ”أمة منبوذة“.
وعن الآثار المترتبة على الغزو على مستوى العالم، اختتمت ”الجارديان“ تحليلها بالقول: ”سوف يتضرر نمو واستقرار الاقتصاد العالمي وسوق الأوراق المالية.. سوف ترتفع أسعار الطاقة أكثر.. ستتضرر الإمدادات الغذائية الأساسية في البلدان الأفريقية والآسيوية التي تعتمد على أوكرانيا (خاصة القمح).. قد يؤدي نشر قوات الناتو الإضافية الدفاعية على حدود روسيا إلى زيادة خطر (اندلاع حريق) في جميع أنحاء أوروبا“.