رئيس التحرير
عصام كامل

موعد الاتفاق النووي مع إيران.. تسريبات إعلامية وطهران تنفي

النووي الإيراني
النووي الإيراني

تتجه أعين الكثيرين خلال هذه الأيام، إلى فيينا حيث المحادثات النووية الإيرانية مع الدول الخمس الكبار (أمريكا- بريطانيا-فرنسا-روسيا-الصين)، وذلك مع تسرب أنباء عن اقتراب عقد اتفاق نووي جديد بين طهران والقوى الكبرى، بديلا للاتفاق السابق الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.


بنود الاتفاق


وكشف دبلوماسيون عن اتفاق محتمل بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني والذي يشمل خفض تخصيب اليورانيوم تمهيدا لرفع العقبات الأمريكية عن إيران.


وأفادت وكالة الأنباء "رويترز"، أن دبلوماسيين أكدوا أن الاتفاق في "طور الصياغة"، " كونه سيرسم خطوات متبادلة من الجانبين على مراحل وصولا إلى الامتثال الكامل لاتفاق عام 2015.

وتتكون مسودة الاتفاق الذي كشف عنه المسئوولون، التي تتكون من أكثر من 20 صفحة، نصت على مجموعة من الخطوات واجبة التنفيذ بمجرد إقرارها، والتي تبدأ بتعليق إيران تخصيب اليورانيوم فوق 5%، وذلك حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وأوضح الدبلوماسيون لوكالة رويترز،  أن المسودة أشارت إلى إجراءات تشمل رفع التجميد عن نحو 7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في البنوك الكورية الجنوبية بموجب عقوبات أمريكية.

كما أشارت إلى إطلاق سراح سجناء غربيين محتجزين في إيران، وهو إجراء يشير إليه كبير المفاوضين الأمريكيين روبرت مالي باعتباره شرطا لإبرام الاتفاق.

العقوبات على طهران 


وبمجرد تنفيذ هذه الحزمة الأولية من الإجراءات والتأكد منها، تبدأ المرحلة الرئيسية لرفع العقوبات عن طهران، ويبلغ هذا الإجراء ذروته عند ما يسميه كثير من الدبلوماسيين بـ"يوم إعادة التطبيق".

مع ذلك، قال دبلوماسيون إن الأطراف لم تتوافق على أمد هذه المراحل، وإن النص تضمن العلامة (إكس) في موضع الإشارة للفترة بين الأيام الهامة مثل يوم إعادة التطبيق.

ويقدر مسؤولون المدة الزمنية من يوم الاتفاق حتى إعادة التطبيق بما يتراوح بين شهر واحد وثلاثة أشهر. وقال الدبلوماسيون إن إيران ستعود إلى الحدود الأساسية مثل الحد الأقصى للتخصيب عند درجة نقاء 3.67%.

وفيما يتعلق بالنفط الإيراني الذي يشكل شريان حياة لإيران، يستلزم الاتفاق الجديد أن ترفع الولايات المتحدة عنه بعض العقوبات وليس رفعها تماما، على أن تجدد الإعفاءات كل بضعة أشهر.


إيران تنفي


وقال دبلوماسي من الشرق الأوسط مطلع على المحادثات لـ"رويترز" إن (الرئيسان الأمريكيان السابقان) أوباما وترامب يصدران إعفاءات مدتها من 90 إلى 120 يوما مع تجديدها باستمرار إلى حين توقف ترامب عن ذلك بعد الخروج من الاتفاق.
وعلى الجانب الأخر نفت إيران صحة التسريبات التي نشرتها وكالة الأنباء رويترز،  فيما يتعلق ببنود الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى.

وندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، بما وصفها "المعلومات المضللة" التي يتم تداولها بشأن اتفاق إيران النووي.

وقال في تغريدة على حسابه على تويتر الخميس الماضي: إن "المعلومات المضللة، المقنعة في صورة تقارير إعلامية، خطيرة"، في إشارة إلى التقرير الذي نشرته وكالة "رويترز".

كما وصف تلك المعلومات بالملفقة، قائلًا: إن حقيقة الاتفاق النووي بعيدة عن القصص الملفقة التي يتم تداولها دون مصادر".

وحذر من انتشار "مزيد من التلفيق تزامنا مع الاقتراب من اتفاق المفاوضين خلال الأيام الأخيرة" من المحادثات النووية التي انطلقت العام الماضي في العاصمة النمساوية.


روسيا


وفي السياق ذاته استنكرت روسيا تلك التسريبات المتداولة بخصوص بنود الاتفاق النووي مع إيران، حيث اعتبر المندوب الروسي في فيينا ميخائيل أوليانوف، أن تلك التسريبات تهدف إلى التشويش على المرحلة الأخيرة والحساسة من المحادثات.

وقال في تغريدة على حسابه على تويتر:" مع اقترابنا من التوصل إلى اتفاق بشأن استعادة خطة العمل المشتركة، أصبح معارضو الاتفاق النووي أكثر فاعلية ونشاطا في الفضاء العام بهدف خلق جو غير صحي حول المرحلة النهائية من المفاوضات".

وعلقت إسرائيل أيضا على التقرير الذي نشرته رويترز، فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، حيث قال مصدر إسرائيلي  إن بلاده تعتقد أن إيران والدول العظمى ستوقع الاتفاق على الملف النووي في الأسبوع المقبل، حسب هيئة البث الإسرائيلي “مكان”.

ونقلت “مكان” عن المصدر الذي وصفته بالكبير، أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ترغب في تسوية مع طهران تتيح توقيع الاتفاق في الأسبوع المقبل، رغم بعض القضايا العالقة.

مؤتمر ميونخ للأمن


ومن المقرر أن يناقش وزير الدفاع بيني جانتس، ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي ألون أوشفيز، في مؤتمر ميونخ للأمن، هذه المسألة مع نظرائهم من الدول الغربية المشاركة في المفاوضات، وفق “مكان”.

 

 

 

الجريدة الرسمية