الناتو يعلق عمل مكتبه في العاصمة الأوكرانية كييف
أفادت صحيفة Verdens Gang النرويجية بأن حلف الناتو قرر إجلاء مكتبه في العاصمة الأوكرانية كييف، بدعوى خطر "الغزو الروسي".
وذكرت الصحيفة اليوم السبت أن المكتب الإعلامي للناتو أكد لها نقل موظفي مكتب حلف شمال الأطلسي في كييف إلى العاصمة البلجيكية بروكسل ومدينة لفوف غرب أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الناتو ذكره في رسالة إلكترونية أن "الناتو والدول الأعضاء فيه تتابع عن كثب وتقيم الوضع وتتخذ كل الإجراءات الاحترازية الممكنة"، مشددا على أن "أمن الموظفين أولوية قصوى" بالنسبة للحلف.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا قد نقلت سفاراتها من كييف إلى لفوف، على الرغم من نفي روسيا مرارا وتكرارا وجود أي خطط لديها لمهاجمة أوكرانيا.
ويأتي ذلك على خلفية تصعيد التوترات العسكرية في منطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا، حيث تتبادل حكومة كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين ذاتيا اتهامات بمخالفة اتفاقات مينسك وانتهاك نظام وقف إطلاق النار.
وأعلنت جمهوريتا دونباس التعبئة العامة وشرعتا في إجلاء مواطنيهما المدنيين إلى روسيا، محذرتين من أن قوات الحكومة الأوكرانية أنهت استعداداتها لشن هجوم واسع جديد عليهما.
مغادرة البلاد
من ناحية أخري أصدرت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم السبت، تنبيها أوصت فيه المواطنين الألمان الموجودين حاليا في أوكرانيا بمغادرة البلاد دون مماطلة.
وقالت الوزارة في التنبيه الذي نشرته على موقعها: "تم إصدار تحذيرات من السفر إلى أوكرانيا، ويوصى المواطنون الألمان بشدة بمغادرة البلاد الآن".
كما نصحت وزارة الخارجية النمساوية جميع مواطنيها في أوكرانيا بمغادرة البلاد باستثناء المنطقة الغربية.
وقف الرحلات
وفي غضون ذلك أعلنت شركة "Lufthansa" للطيران الألمانية أنها قررت وقف كل رحلاتها الجوية من وإلى العاصمة الأوكرانية كييف.
وتأتي هذه الإجراءات على خلفية تصاعد حاد للتوتر في شرق أوكرانيا حيث ازدادت وتيرة الأعمال القتالية بين جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين ذاتيا من جهة وقوات الحكومة في كييف.
وتتفاقم الأوضاع في المنطقة تزامنا مع ادعاءات الدول الأعضاء في الناتو أن روسيا تحشد قوات كبيرة تجاوز تعدادها 100 ألف عسكري قرب الحدود مع أوكرانيا "تمهيدا لشن عملية غزو جديدة" للأراضي الأوكرانية.
وأكدت الحكومة الروسية مرارا أنه لا نية لها لشن أي عملية على أوكرانيا، مشددة على أن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة والغرض من هذه الادعاءات يتمثل في تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا استعدادا لعقوبات اقتصادية جديدة وتبرير توسع الناتو شرقا، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة قائلة إنه يهدد الأمن الروسي.