ضد مصالح جماعات التطرف.. الدول الكبرى في المنطقة تعتمد الحوار بديلا للصراع
على مدار السنوات الماضية، وجماعات التطرف والعنف المستفيد الأكبر من تصاعد التشاحن والصراع بين الدول الكبرى في المنطقة، التي شكلت تحالفات متعارضة كليا بسبب دعم بعض البلدان الإقليمية لمشروع الإسلام السياسي والتطرف، لكن الحال تبدل تماما وأصبح الغالبية يريد الحوار والتعاون بديلا للصراع والتشاحن.
لغة جديدة بين الدول المحورية في المنطقة
يقول عاطف السعداوي، الباحث في الشئون الدولية، أن البيئة السياسية في الشرق الأوسط تتجه اليوم إلى اتباع أساليب جديدة بين الدول المحورية في المنطقة، مردفا: الحوار أثبت أنه يمكن أن يصبح بديلا ناجحا عن سنوات الصدام الأخيرة التي رسمت صورة قاتمة للإقليم ونظرة متشائمة لمستقبله التي امتدت لنحو عقد كامل من الزمان.
أوضح السعداوي أن أي قراءة سريعة للتفاعلات السياسية والدبلوماسية بين عواصم الإقليم الرئيسية ستكشف عن وجود مساع ملموسة للتقارب والتصالح وإعلاء المصالح الوطنية على التجاذبات السياسية وإرساء مبدأ الحوار والتشاور حول القضايا الخلافية وصولا لحلول دبلوماسية لها.
تابع: عقلاء دول المنطقة ووفقا للمعطيات الدولية أعادوا هندسة علاقاتهم وسياساتهم الخارجية بما يضمن سلامة ورفاه شعوبهم، في ظل بيئة محيطة محفوفة بالمخاطر، وتداعيات التحولات العميقة في البيئة الدولية التي تلت انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة التي فاز فيها الرئيس جو بايدن.
الاقتصاد يقود السياسة
استكمل الباحث مؤكدا ان الاقتصاد أصبح يقود السياسة، والمصالح المشتركة هي التي ترسم السياسات الخارجية، ورفاهية الشعوب أصبحت تتقدم على ما عداها، وخلافات السياسة يمكن أن تتوارى خلف مصالح الشعوب.
استكمل: مسار الأزمات التي هددت أمن واستقرار المنطقة رسخ لضرورة انفتاح كافة دولة المنطقة ولا سميا الأطراف الفاعلة فيها على بعضها البعض، والاعتماد على ذاتها، وتبني منطق الحوار الإيجابي والتواصل الفعال فيما بينها تجاه أي تباين في وجهات النظر حول قضايا المنطقة ما يقلص من مساحة الاختلاف، ويراعي مصالح كل الأطراف، ويضمن عقودا مقبلة من الاستقرار والازدهار الإقليمي.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خرج قبل أيام بتصريحات عن أهمية التعاون بين بلدان المنطقة، مؤكدا قبيل زيارته إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، إن الوقت حان لطرح مبادرات السلام والتعاون الاقليمي، على حد قوله.