عمرو واكد.. الجاهل!
ما الذي يدفع ممثلا يزعم أنه ليبرالي كي يهاجم ثورة يوليو لأسباب اختلقتها واصطنعتها الجماعة الإرهابية وبذات النطاعة المعروفة عنها؟ ما الذي يجعل ممثلا يزعم أنه ليبرالي يهاجم مصر لأنها منحت -يوم ما- للأشقاء بالسودان حق تقرير المصير الذي هو أغلي حق يمكن أن يحصل عليه أي شعب مقهور يتطلع للحرية؟! بل إن عمرو واكد بجذوره وأصوله الفلسطينية كيف يغضب من مصر لأنها أدارت قطاع غزة فترة ثم سلمته للأشقاء الفلسطينيين؟! لماذا يريد عمرو واكد أن تبقي مصر في السودان دون إرادة أهلها؟ ولماذا يريد أن تبقي مصر في غزة وأهلها يشرعون في بناء دولتهم ودون إرادة أهلها؟!
هذه الأسئلة البسيطة يمكن أن تغيب عن أذهان الكثيرين ممن يرددون تفاصيل كثيرة خلف إعلام الجماعة الإرهابية حتي إننا وفي تجربة شخصية سألنا السؤال ذاته للعشرات ممن رددوا عبارة الإخوان الكاذبة "كانت خريطة مصر تضم السودان وغزة" وقلنا: وليه عايز بلدك تكون قوة احتلال في بلد آخر؟ كيف تقبل بذلك وأنت تطالب بحرية الشعوب؟! وكانت الإجابة عند الجميع تؤكد عدم تفكيرهم في الموضوع أصلا وأنهم ارتضوا -سابقا- أن يكونوا ببغاوات لا أكثر!
خطر إعلام الجماعة
وبعيدا عن اتفاقية ١٨٩٩ في عهد الخديو عباس حلمي التي فصلت السودان رسميا بإعلان حاكم بريطانيا للسودان، ثم الانفصال دستوريا بعد إعلان دستور ٢٣ وإعلان "فؤاد" ملكا علي مصر وحدها.. وبعيدا عن عشرات من جلسات مناقشة استقلال السودان قبل ثورة يوليو بسنوات طويلة وهي وقائع عديدة تحتاج لمناسبة أخري لكنها ثابتة بالأسماء والتواريخ والنتائج والإعلانات السياسية بل وبعيدا عن عدم احتياجنا لبذل الجهد للتدليل أن مصر والسودان بلدين اثنين وليس بلدا واحدا ونقول: رغم كل ذلك تبقي الأسئلة المنطقية: كيف نقبل أن نكون في بلد غير بلدنا رغما عن أهله؟!
وإذا قبلناه سنوات طويلة كنا فيها نحن أيضا تحت الاحتلال فكيف نقبل أن نكون سلطة احتلال ونحن نتفاوض علي الاستقلال والحرية والتخلص من الاحتلال؟! وماذا يمكن أن يكون شعور الأشقاء في السودان وهم يقرأون ذلك عن منتسبين للنخبة المصرية؟! وما هو تأثيره نفسيا علي أجيال لم تعاصر ذلك تتولي حكم بلادها الآن؟! وإذا كان السودان انفصل لأسباب غير طبيعية ولا لحتميات تاريخية وسياسية وجغرافية وبشرية فما الذي تسبب في انفصال جنوب السودان عن السودان نفسه؟!
عشرات الأسئلة تؤكد عدة نقاط: تأثير إعلام الجماعة أخطر مما نتخيل وأن معركتنا التي أشرنا إليها عشرات المرات لإزالة "آثار الإخوان" من الوعي الجمعي المصري والعربي مستمرة! ظاهرة التأخون "اللاإرادي" واسعة وعند قطاعات كبيرة تحتسب نفسها علي العداء مع الجماعة!
النقطتان السابقتان لا تنطبقان علي عمرو واكد.. إنما كانت "تغريدته" كاشفة لعقول ومستوي وعي بعض "المستنخبين" (من النخبة المزيفة).. إذ أن عمرو واكد والجماعة الإرهابية ينهلان من ذات الماعون.. والمعني يدركه من يعرفون "صاحب الماعون"!
تبقي الشماتة هنا حلال في البعض ممن كانوا يدافعون سابقا عن عمرو واكد.. في خلل مفضوح في مهمة "ترتيب الأولويات".. وهي أولي مهام السياسي الناجح.. (الناجح بقي)!
بقيت أيضا نقطة أخري وليست أخيرة تتفوق في الأهمية عن كل ما سبق خصوصا ممن لا يدركون "رمزية يوليو" وهي: هل عمرو واكد يقصد حرفيا ثورة يوليو وقياداتها من أبناء الجيش العظيم؟ أم يقصد الجيش العظيم نفسه ؟!
الإجابة نعرفها، بقي أن يعرفها البعض هنا وهناك!