رئيس التحرير
عصام كامل

حسين صدقى.. فتى الشاشة الذي تأثر بالشيخ شلتوت وأوصى بحرق أفلامه باستثناء فيلم واحد

الفنان الراحل حسين
الفنان الراحل حسين صدقى

فنان أصيل عرف بالفنان المصلح، قدم أدوارا هادفة فى أفلامه بالسينما، اهتم بالأفلام الدينية والوطنية والتى تعالج موضوعا اجتماعيا، اشتهر بالخلق الكريم وعرف بالشيخ حسن وواعظ السينما المصرية وشيخها، هو الفنان حسين صدقى الذى رحل فى مثل هذا اليوم 16 فبراير 1976.

ولد الفنان حسين صدقي عام 1917 بحي الحلمية الجديدة بالقاهرة أحب الفن منذ صغره خلال دراسته في مدرسة الإبراهيمية حيث تعرف على جورج أبيض، وعزيز عيد، وزكي طليمات فى فريق التمثيل بالمدرسة، فقرر دراسة الفن في الفترة المسائية بالمعاهد الحرة، وحصل على دبلوم التمثيل بعد عامين من الدراسة ليبدأ مشواره الفني في أواخر الثلاثينيات.

الدفاع كان البداية 

اتجه حسين صدقى إلى التمثيل مع بداية الإنتاج السينمائى عام 1936 فبدأ بدور صغير فى فيلم الدفاع تأليف وإخراج يوسف وهبى، ثم شارك الممثلة أمينة محمد فى فيلم "تيتاونج" من إخراجها عام 1937 حيث رشحه لها المصور الأجنبى مسيو كورنيل وشبهه فى التمثيل بروبرت تايلور وجارى كوبر، إلا أنه اشتهر بتقديم فيلمه " العزيمة " فى دور البطولة ليظل بعدها فتى الشاشة الأول مايزيد على ربع قرن.

حسين صدقى ةليلى فوزى فى فيلم العامل 

اشتهر حسين صدقي بتقديم الأفلام ذات الطابع الاجتماعي الهادف والذي يدعو الى القيم والمثل العليا، كما قدم أيضا الأدوارالرومانسية، فقدم مجموعة من الأفلام الهادفة بلغت اكثر من 35 فيلما منها " طريق الشوك، العزيمة، الأبرياء، الذى عالج فيه قضية الطفولة المشردة، "المصرى أفندى " الذى عالج فيه قضية القضاء والقدر، وكان قد أوحى إليه بقصته صديقه الشيخ محمود شلتوت الذى كانت تربطه به صداقة قوية بحكم الجوار؛ ويصف شلتوت صدقى بأنه رجل يجسد معانى الفضيلة؛ ويوجه الناس عن طريق السينما إلى الحياة الفاضلة التى تتفق مع الدين.


وفي فيلم "معركة الحياة "قدم قضية الصراع بين الخير والشر، وفى "البيت السعيد" ينظم العلاقة داخل الاسرة الواحدة، ثم جاءته فكرة فيلم  "العامل "عام 1942 الذى يناصر العمال ويناقش أوضاعهم وقضاياهم من حيث الأجور والتأمينات وساعات العمل،  وشجعه المخرج أحمد كامل مرسى بالموافقة على إخراجه اعترض على عرضه الملك فاروق فى ذلك الوقت وأصدر وزير الداخلية الوفدى فؤاد سراج الدين قرارا بمنع عرضه فى السينما.

أيضا فى فيلم "يسقط الاستعمار" الذى دار حول معركة المصريين مع الإنجليز فى منطقة القناة عام 1951 وقد رفض الملك فاروق ايضا عرض هذا الفيلم ولم يعرض إلا بعد قيام الثورة وخلع الملك.

حسين صدقى فى فيلم الشيخ حسن 

وبعد زواج الأميرة فتحية شقيقة الملك من رياض غالى وما أحدثه من ضجة فى مصر قدم فيلم "الشيخ حسن " ينظم العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر التى ساءت بسبب زواج فتحية من رياض  غالى المختلف الديانة..

ونظرا لطبيعة الافلام التى يقدمها والتى تكون دائما بعيدة عن اهداف المنتجين أسس صدقى شركة "افلام مصر الحديثة" أنتج وأخرج من خلالها عددا من الأعمال السينمائية وكان أول فيلم من إخراجه " غدر وعذاب " عام 1947 وكان آخر فيلم "خالد بن الوليد " عام 1958 وكان يتمنى أن يستمر فى اخراج افلاما عن شخصيات دينية شهيرة.

تحية كاريوكا فى احب البلدى 

شارك المخرج حسين فوزى والراقصة تحية كاريوكا فى تكوين شركة إنتاج باسم شركة أفلام الشباب وكان أول انتاجها فيلم " أحب البلدي " لكنه لم يكن راضيا عن قصة الفيلم ورفض التمثيل فيه ليستقل وحده بشركة خاصة للانتاج باسم شركة افلام مصر الحديثة.


وبالتوازى مع الانتاج اتخذ حسين صدقى طريق العمل الحر فافتتح مقهى فى شبرا وقام بالاشراف بنفسه عليها وازدحمت القهوة بالرواد الذين حضروا لمشاهدة النجم الكبير يحاسب الزبائن وحققت المقهى إيرادا خياليا.


أوصى الفنان حسين صدقي قبل وفاته بحرق كل أفلامه إلا فيلما واحدا حيث قال لأولاده: (أوصيكم بتقوى الله واحرقوا كل افلامي ما عدا سيف الله خالد بن الوليد.) ذلك الفيلم الذى تنازع على تمثيله مع الفنان فريد شوقى واضطر الى إنتاجه رغم ضخامة هذا الانتاج ليفوز ببطولته فى النهاية.

صداقة شيخ الازهر 

ايضا كان صدقي يرتبط بصداقة قوية مع الشيخ عبد الحليم محمود ــ شيخ الأزهر وقتئذـ حيث كان يستشيره فى كل أمور حياته وعمله بالتمثيل حتى وصل معه الى قراره بالاعتزال عام 1956.

نائب فى البرلمان 

بعد اعتزاله الفن وبناء على رغبة أهالي الحي الذي ولد فيه قررالترشح في مجلس النواب عن دائرة المعادى، وتقدم بكثير من الاقتراحات والمشروعات من بينها منع تداول الخمور فى المحلات والنوادى إلا أنه اصطدم بتجاهل المسئولين لما يقدمه، ولم يكرر هذه تجربة الانتخابات.


اعتزل الحياة الفنية واكتفى بمباشرة التجارة وبناء وبيع العقارات، والغريب أن اولاده بعد رحيله قاموا بحرق أفلامه التى كان يحتفظ بها فى منزله التى كان قد أنتجها.
 

الجريدة الرسمية