رئيس التحرير
عصام كامل

بعد اختياره شخصية جناح الأزهر في معرض الكتاب.. أبرز المحطات في حياة الشيخ حسن العطار

جناح الأزهر في معرض
جناح الأزهر في معرض الكتاب

يشارك الأزهر الشريف بجناح خاص للعام السادس في معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ«53» في الفترة من 27 يناير حتى 7 فبراير لعام 2022م، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.

شخصية جناح الأزهر 

وأعلن الأزهر الشريف عن اختيار الشيخ حسن العطار شيخ الأزهر الراحل ليكون شخصية المعرض هذا العام، وذلك من خلال تخصيص عدد من الفاعليات والإصدارات داخل الجناح والتى تسلط الضوء على شخصية شيخ الأزهر الراحل.

الشيخ حسن العطار 

ولد الشيخ حسن بن محمد بن محمود العطار، بالقاهرة عام 1766 ميلادية، 1180 هجرية؛ لـ"أب" مغربي الأصل، كان فقيرًا ويعمل عطارًا وله إلمام بالعلم، وكان الغلام يساعد والده في بيع العطارة، ولما رأى منه الوالد شغفًا بالعلم وإقبالًا على التعلم شجعه على ذلك، فأخذ يتردد وهو في سن مبكرة على حلقات العلم بالأزهر الشريف، وأظهر منذ نعومة أظفاره نبوغًا في العلوم المتشعبة التي كان يتلقاها على أيدي أساتذته، مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصول الفقه، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وعلم الكلام، وعلوم المنطق، والوضع والميقات.

ولم يكتف “العطار”، خلال سنوات دراسته في الأزهر الشريف بتحصيل العلوم الشرعية من الحواشي والشروح كما كان يفعل أقرانه؛ بل حرص على الرجوع إلى المصادر الأصلية من أمهات الكتب لدراستها والتعلم منها، وعُرف منذ الصغر بدعوته إلى إحداث تواصل خلاق مع هذه المؤلفات القيمة بغية إحداث تواصل حضاري حقيقي ينفع الأمة.

 

الشيخ حسن العطار 


سرعان ما ظهر نبوغ الشيخ العطار، وتفرده عن أبناء عصره في تحصيل العلوم المختلفة، خاصة حين وجه اهتمامه إلى دراسة غرائب الفنون في ذلك الوقت، مثل: الطب والفلك والرياضيات، حيث عكف على التقاط فوائدها ونقلها إلى المجتمع المحيط به، ولم يكتف في تحصيله لهذه العلوم بالإطلاع على ما كُتب عنها في المؤلفات العربية، بل اتجه إلى الكتب التي ترجمت في أوائل عصر النهضة بالقرن التاسع عشر فقرأها واستفاد منها جامعًا بذلك بين ثقافتي الشرق والغرب.
 

الحملة الفرنسية على مصر 

عندما احتل الفرنسيون مصر سنة 1798 كان حسن العطار في الثانية والثلاثين من عمره، ومثل كثير من العلماء في ذلك الحين فر إلى الصعيد خوفًا على نفسه من أذاهم، ومكث العطار في الصعيد نحو ثمانية عشر شهرًا تقريبًا لكنه عاد بعدها إلى القاهرة بعد استتباب الأمن وعندما عاد إلى القاهرة تعرف ببعض علماء الحملة، واطّلع على كتبهم وتجاربهم وما معهم من آلات علمية فلكية وهندسية، كما اشتغل بتعليم بعضهم اللغة العربية، فأفاد منهم واطلع على علومهم، واشتغل أثناء الحملة الفرنسية بالتدريس في الأزهر.

ارتحل الي بلاد الروم والشام والأراضي الحجازية سنة 1802 ومن المرجح انه هرب بعد خروج الفرنسيين من مصر، لما كان له من علاقات جيدة معهم أثارت عليه سخط رجال الدين. وقد زار تركيا ونزل بعاصمتها اسطنبول وأقام في ألبانيا مدة طويلة وسكن ببلد تدعي اشكودره من بلاد الأرنؤد وتزوج بها ثم دخل بلاد الشام سنة 1810م وعمل هناك في التدريس وأقام بها خمس سنين.

عاد إلى مصر سنة 1815 وكانت الأمور في مصر قد استقرت وصارت ولاية البلاد لمحمد علي، فعاد إلى التدريس بالأزهر. وكان له اتصال خاص بسامي باشا وأخويه باقي بيك وخير الله بيك ضابط مصر وله عليهم مشيخة وبواسطتهم ولقربهم من محمد علي باشا كان يلقاه فيجله الأخير ويعظمه ويعرف فضله. كان حريصًا على مساعدة محمد على في تطوير مصر، فكانت له يد في إنشاء المدارس الفنية العالية مثل الألسن والطب والهندسة والصيدلة. وكان العطار قد أخذ على نفسه أن يعد الرجال الصالحين للقيام بمهمة الإصلاح، ومن أهم من أعدهم لذلك تلميذاه رفاعة الطهطاوي ومحمد عياد الطنطاوي.

العطار شيخا الأزهر 

أصبح العطار شيخًا للأزهر وهو في الخامسة والستين من عمره، وذلك سنة 1830م (1246 هـ) وظل شيخًا للأزهر حتى وفاته يوم 22 مارس سنة 1835م (1250 هـ)، ويعد الشيخ العطار، أول صوت نادى بإصلاح الأزهر الشريف، عن طريق تدريس مختلف التخصصات العلمية فيه، وعدم اقتصار الدراسة على العلوم الشرعية فقط، وكذلك ضرورة الاجتهاد في العلوم الدينية لإيجاد فقه معاصر يتواكب مع احتياجات الناس في عصره وعدم الاكتفاء بالنقل عن السابقين، وهو ما جعل العلماء والمؤرخين يلقبونه بـ"إمام المجددين وقائد ركب المصلحين"، وتوفى عام 1835م / 1250 هـ

 

 

 

الجريدة الرسمية