النمر.. حكاية فريق البيت الأبيض للتعامل مع أزمة أوكرانيا
كشفت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية عن وجود مجموعة عمل في البيت الأبيض باسم “ فريق النمر“ Tiger Team، كانت تشكلت في أكتوبر الماضي، وتولت طوال الأشهر الماضية دراسة واقتراح الطرق التي يمكن أن تسلكها القيادة الروسية في غزوها المحتمل لأوكرانيا.
فريق النمر
وأشار التقرير إلى أن ”فريق النمر“ – وهو مصطلح يشير إلى مجموعة متنوعة من الخبراء الذين يعالجون مشكلة معينة بطريقة تتميز باليقظة والاستعداد للانقضاض – جرى تشكيله بعد أن اكتشف مسؤولو مجلس الأمن القومي في أكتوبر الماضي علامات مقلقة عن زيادة كبيرة في القوات الروسية على الحدود الأوكرانية.
ونقل عن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية أن الجهد الذي قام به ”فريق النمر“ لم يساعد فقط على توقع المضاعفات المحتملة لأزمة اوكرانيا، بل دفعهم أيضا إلى اتخاذ إجراءات في وقت مبكر، مثل ”فضح حرب المعلومات الروسية قبل تنفيذها لتقويض قوتها الدعائية“.
دليل اللعبة
وقال جوناثان فينر، نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن: ”لم نضطر أبدا إلى استخدام دليل اللعبة“ كما وضعه (فريق النمر)، لكننا كنا نتأكد من أننا مستعدون للذهاب متى يتعين علينا ذلك“.
وأضاف: ”الحقيقة أن ما يفعله الروس في نهاية المطاف ليس بالضرورة يأتي مطابقا بنسبة 100% لأي من السيناريوهات التي يبنيها (فريق النمر)؛ لأن الهدف هو تقليل الوقت اللازم للاستجابة لأي مفاجأة روسية، ومتى يتعين علينا ذلك“.
ونقلت ”واشنطن بوست“ عن مسؤول في مجلس الأمن القومي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بقوله: ”في فريق النمر ليس عليك أن تعرف ما الذي سيفعله الروس. تختار سلسلة من السيناريوهات المعقولة وتخطط ضدها، على افتراض أن أيّا منها قد يحدث“.
ويذهب دليل اللعبة نفسه إلى ما هو أبعد من سيناريوهات ساحة المعركة، حيث يبحث في أسئلة مثل كيفية التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين الذين قد يتدفقون إلى بولندا ورومانيا، وكيفية تأمين السفارة الأمريكية في كييف، وتحديد نوع العقوبات التي يجب فرضها على موسكو، وكيفية الرد عليها بما في ذلك ضد هجوم إلكتروني معقد.
وأشار التقرير إلى أنه تم مع “ فريق النمر“ توزيع دليل اللعبة الذي يجمع ما يقرب من ثلاثين ورقة، وعمل تقييم استخباراتي بتكليف من الفريق من مختلف الوكالات الأمنية، حيث وصل التقييم إلى مختلف المسؤولين، بما في ذلك القادة العسكريين والمدنيين في البنتاغون.
ويتناول الدليل أيضا العقوبات من ”الدرجة الثانية“، مثل الانتقام الروسي من أي عقوبات. ولذلك اتخذ المسؤولون إجراءات، على سبيل المثال، لضمان حصول أوروبا الغربية على إمدادات من الغاز الطبيعي في حال سعت روسيا إلى وقف تدفق الطاقة، في حين نسقت وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع الشركاء بشأن خطوات لتخفيف الأثر الإنساني لغزو دولة كبرى.
دروس أفغانستان
وأشار تقرير ”واشنطن بوست“ إلى أن الانسحاب الفوضوي من أفغانستان أضر بعلاقات الولايات المتحدة مع حلفائها الغربيين؛ ولذلك جاء جهد“ فريق النمر“ لتلافي الفوضى التي حصلت في أفغانستان، ويضمن المشاركة الاستخبارية مع دول أخرى.
وقال فينر: ”لقد شاركنا الكثير من المعلومات للتأكد من أن كل شخص لديه نفس المعلومات حول ما رأيناه قادما“.
وأضاف: ”كان من بين أول اهتمامات (فريق النمر)، الجهود الروسية للترويج للرواية الكاذبة بأن أوكرانيا، بمساعدة الغرب، تستعد لشن هجوم في شرق أوكرانيا، وأن روسيا هي الضحية“.
رفع السرية عن وثائق استخبارية
وفي الأسابيع الأخيرة، رفعت الحكومة الأمريكية السرية عن معلومات استخباراتية حول مثل هذه الجهود، بما في ذلك مؤامرة ”العلم الكاذب“ المحتملة التي كان يمكن ان تقوم فيها موسكو بتفجير يقتل أوكرانيين من العرق الروسي، ثم يجري إلقاء اللوم على كييف كذريعة محتملة للغزو.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن مثل هذه المعلومات المضللة هي جزء أساسي من إستراتيجية روسيا، وقال مسؤول كبير في الإدارة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه ”أبلغ إستراتيجية الإدارة بالكشف عن تخطيط موسكو في الوقت الفعلي تقريبا لعمليات المعلومات، مثل الكشف الأخير عن مقطع الفيديو المزيف“.
وكشف تقرير ”واشنطن بوست“ أن ”فريق النمر“ كان قد أجرى في ديسمبر، تمرينين افتراضيين على الطاولة لاختبار الطريق لمختلف السيناريوهات والاستجابات، وقال التقرير إن بايدن راجع الدليل واطلع على النتائج.