استقلال دونيتسك ولوجانسك عن أوكرانيا.. ماذا يعني قرار بوتين الأخير؟
طالب النواب الروس، اليوم الثلاثاء، الرئيس فلاديمير بوتين بالاعتراف باستقلال دونيتسك ولوجانسك في أوكرانيا.
وهاتان المنطقتان تؤيدان روسيا ومدعومتان من موسكو حيث تشهدان مواجهة مع الجيش الأوكراني منذ ثماني سنوات.
مسوغ قانوني
وفي حال اعترف بوتين باستقلال دونيتسك ولوجانسك، فهذا يعني وجود مسوغ قانوني في روسيا لدخول جيشها إلى هذين الإقليمينِ عند طلب رئيسيهما ذلك.
كما يمهد الاعتراف بالاستقلال إلى استمرار النزاع في منطقة دونباس الأمر الذي يشكل عائقا أمام انضمام أوكرانيا إلى الناتو، على غرار جورجيا، إذ سيشكل الاعتراف نهاية عملية السلام في شرق أوكرانيا واتفاقيات مينسك الموقعة بفضل وساطة فرنسية وألمانية.
وأعلنت كييف أنها ستعتبر اعتراف موسكو بجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك انسحابا فعليا وقانونيا لروسيا من اتفاقيات مينسك ”بكل ما يترتب على ذلك من عواقب“.
اتفاقيات مينسك
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا: ”أود أن أذكّر مرة أخرى بموقف أوكرانيا الثابت – إذا تم اتخاذ قرار بشأن الاعتراف، فسوف تنسحب روسيا بحكم الأمر الواقع وبحكم القانون من (اتفاقيات) مينسك، بكل ما يترتب على ذلك من تبعات، لقد أبلغنا شركاءنا بهذا الموقف“.
ووقع اتفاقيات مينسك ممثلون عن حكومتي روسيا وأوكرانيا، وعن القوات الانفصالية في دونيتسك ولوغانسك ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بهدف إنهاء الحرب بمنطقة دونباس شرق أوكرانيا.
وأعلنت جمهوريتا ”دونيتسك الشعبية“ و“لوجانسك الشعبية“ في 12 مايو 2014 استقلالهما بعدما صوت معظم سكان مقاطعتي لوجانسك ودونيتسك بشرق أوكرانيا في استفتاء عام لصالح الانفصال.
الاعتراف بالسلطة في كييف
ورفض سكان الشرق الناطقون في غالبيتهم باللغة الروسية، والمؤيدون للعلاقات الجيدة مع روسيا، الاعتراف بالسلطة في كييف التي تصاعدت في داخلها الأصوات الداعية لحظر استخدام اللغة الروسية.
اعتراف روسيا باستقلال دونيتسك ولوجانسك إن حصل سوف يكون أشبه باعترافها بجمهورتيي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، ولكن الفرق أن الجيش الروسي خاض حربا أشبه بالنزهة مع جورجيا العام 2008 ليسلخ منها الإقليمين.
وتخضع أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا تحت الحماية الروسية، وتعتمد بنسبة 100% على الدعم الروسي في الاقتصاد.
كما لا يمكن الدخول إلى أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا سوى عبر روسيا وهذا سوف يكون مصير دونيتسك ولوغانسك.
واعترفت باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا حتى الآن كلّ من فنزويلا، ونيكاراجوا، وناورو، وسوريا.