الإبداع والابتكار.. وتطوير العمل الحكومي
رؤية مصر 2030 أكدت على مجتمع يفكر.. ويبدع.. ويبتكر، وأيضا مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي التي أطلقها في عيد العلم عام 2014 بنفس العنوان مجتمع يفكر.. ويبدع.. ويبتكر، فقد توقفت عند كل كلمة من كلمات هذه العبارة سواء كانت في رؤية مصر 2030 أو المبادرة التي أطلقها الرئيس والتي بدأت بكلمة مجتمع وهنا بالتأكيد لا يقصد الطلبة والطالبات في المدارس والجامعات فقط أن يكونوا مفكرين ومبدعين ومبتكرين.. ولكن كلمة مجتمع تعنى جميع أطياف المجتمع بكل اشكاله والوانه.. من طلاب وأفراد ومسئولين وسياسيين والذين يجب أن نصل بهم لمرحلة الإبداع ومن ثم الإبتكار.
في وجهة نظري المتواضعة التي قد تحتمل الصواب أو الخطأ.. فأنه لكى نجعل الفرد يبدع ويبتكر عامة وفي مجال عمله خاصة فإنه يحتاج إلى المعرفة أولا.. لأن المعرفة هى العمود الفقري للإبداع ومن ثم الابتكار، ومطلب سابق لهما، فالموظف المبتكر على سبيل المثال هو في الأساس مفكر ومبدع أولا في مجال عمله لأنه يستطيع ترجمة الفكرة الابداعية على شكل تطبيق عملي على أرض الواقع من خلال المعرفة المسبقة في هذا المجال..
لذلك ولكى نسير فى نفس الاتجاه لابد أن نحرص على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب لتوفير بيئة جيدة للإبداع والإبتكار علما بأن الإبداع المطلوب هنا قد يكون نسبى فمن الممكن أن يكون إبداع أسلوب أو إبداع طريقة جديدة في العمل والتفكير تسهم في تحويل الأفكار إلى ممارسات.. والممارسات إلى إنتاج.. يستفيد بها المجتمع كله.
فنتمنى أن تهتم الحكومة ليس فقط بخلق جيل مبدع ومبتكر من الطلاب والطالبات على المستوى العلمي.. بل بالتخطيط لخلق مجتمع كامل مبدع ومبتكر من طلاب وأفراد وقيادات ومسئولين وسياسيين وغيرهم أيضا.. على المستوى الوظيفي والعلمي والثقافي والأدبي والفني.. حتى يصبح الإبداع والابتكار ركيزة أساسية من ركائز الحكومة في تطوير العمل الحكومي ونستطيع أن نجنى ثمار الإبداع والابتكار الحقيقي في رفعة هذا الوطن.