ذكرى رحيل زكي رستم.. ابن الباشا الذي قادته الفطرة ليصبح من أفضل عشرة ممثلين عالميا
ابن الباشا الذى عاش راهبًا للفن وعاش صامتًا مثل أبو الهول، يفضِّل العزلة، ولا يحب المهرجانات وحفلات وقعدات الفنانين وسهراتهم، اشتهر بأدوار الشر، ولُقب بشرير السينما المصرية، كما عُرف باسم عمو عزيز نسبة إلى دوره فى فيلم أين عمرى، هو الفنان زكى رستم الذى رحل فى مثل هذا اليوم الخامس عشر من فبراير عام 1972.
وُلد الفنان زكي رستم عام 1903 في قصر جَده اللواء محمود رستم باشا بحي الحلمية، ووالده محرم بك من الأعيان ومن أصدقاء الزعيم مصطفى كامل.
بطل رفع الأثقال
وتعلَّم زكى رستم بالمدارس الفرنسية، عشق الفلسفة وممارسة الرياضة حتى إنه أصبح بطل مصر فى رفع الأثقال عام 1922 قبل اتجاهه إلى الفن، وبرع فى المصارعة وكذلك رياضة البلياردو، ليترك كل ذلك ويتجه إلى الفن.
عاش زكى رستم شبابه وهو يتمنى تقديم شخصية "عطيل" وفى عام 1930 عهد إليه الكاتب حامد عبد العزيز بترجمة مسرحية عطيل لتمثيلها من خلال فرقة خاصة لكنه ترجمها وشاء القدر ألا يمثلها لكنه قدَّم فى نفس العام دورًا صامتًا فى فيلم زينب عن قصة الدكتور حسين هيكل.
البداية مع المسرح
لم يدرس زكى رستم التمثيل دراسة أكاديمية لكنه اعتمد على الفطرة فى أدائه، وبعد حصوله على البكالوريا، وعن طريق عمله فى الترجمة وكتابة المقالات النقدية عشق الفن وعن طريق الفنان سليمان نجيب صديق والده تعرَّف على جورج ابيض ويوسف وهبى، وبدأ حياته الفنية فى المسرح، ومن أهم أدواره التى قدَّمها على المسرح "كرسى الاعتراف، الوطن مع فرقة رمسيس، الشيطانة مع فرقة فاطمة رشدى، مسرحيات اليتيمة، تحت سماء إسبانيا مع الفرقة القومية".
اتجه زكى رستم الى السينما وقدَّم أدوارا تنوعت بين الخير والشر، وتصل إلى أكثر من 200 فيلم، من أفلامه التى قدَّم فيها شخصية الرجل الطيب فيلم هذا جناه أبى فى دور الأب، معلهش يا زهر، أنا وبناتى، معلهش يا زهر، ياسمين.
أفلام الشر
أما أفلامه التى قدَّم فيها شخصيات شريرة فكانت: الفتوة، رصيف نمرة 5، بقايا عذراء، ملاك وشيطان، الخرساء، امرأة فى الطريق، لن أبكى أبدا، نهر الحب، الهاربة، يوم بلا غد، إجازة صيف، أين عمري، حب ودموع، موعد مع إبليس، صراع في الوادي، وبائعة الخبز، حكم قراقوش، ومسمار جحا، أنا الماضي، خاتم سليمان، هدمت بيتى، السوق السودا وغيرها.
اختارته مجلة بارى ماتش الفرنسية واحدا من أفضل عشرة ممثلين فى العالم، كما وصفته مجلة لايف الأمريكية بأنه من أعظم ممثلى الشرق وأنه لا يختلف عن الممثل البريطانى تشارلز لوتون فهو الفنان ذو الألف وجه.
آخر الأدوار
وكانت آخر أدواره فى السينما فى فيلمى "الحرام، وإجازة صيف"، ولم يستطع استكمال دوره فى هذا الفيلم حيث أصيب بالصمم ولم يعد قادرا على التعامل فى الإستوديو حتى إنه بكى بكاء شديدا يوم ترك الإستوديو لآخر مرة ليعتزل الحياة ويعيش وحيدًا فى شقته الصغيرة بعمارة يعقوبيان بشارع فؤاد ويرحل عام 1972.