فيلم أين عمرى بين اعتراض السينمائيين وتقدير عبد الناصر
في مثل هذا اليوم 1يناير 1957 عرض الفيلم المصرى اين عمرى وذلك بسينما قصر النيل في أول افتتاح لها لعرض الأفلام العربية، والفيلم قصة إحسان عبد القدوس وسيناريو وحوار على الزرقانى وإخراج أحمد ضياء الدين وبطولة ماجدة وزكى رستم ويحيى شاهين.
وتحكى الفنانة ماجدة ظروف عملها في هذا الفيلم تمثيلا وانتاجا فتقول: أردت تمثيل أدوار أحبها فقررت أن أقوم بإنتاج الروايات والقصص التي تستهوينى، وكانت باكورة هذه القصص "أنت عمرى" القصة التي كتبها الأديب إحسان عبد القدوس، اشتريت منه الرواية بمبلغ 500 جنيه، وتم الاتفاق في العقد على دفعها على خمسة أقساط، وأخذ على الزرقانى 1000جنيه لكتابة السيناريو.
وتضيف ماجدة: طلبت تغيير بعض مشاهد القصة فرفض الأستاذ احسان وعمل على سحب القصة منى ووصل الأمر إلى المحكمة للفصل بيننا وقال إنني أريد الإكثار من مشاهد السكر وشربي للخمر فى الفيلم، إلا أن الحقيقة كانت العكس من ذلك تمامًا في النهاية رضخت لرفضه وتم تصوير الفيلم واعتبره أهم فيلم قدمته في حياتي.
خلاف من صاحب القصة
وقالت: أسست شركة انتاج خصيصا لانتاج فيلم أين عمرى وبدأنا التصوير وقمت بالبطولة وكدت افقد سمعى اثناء التصوير بسبب صفعة من الأستاذ زكى رستم على وجهى افقدتنى الوعى لأننى صممت على صفعة حقيقية.
رشحت حكومة الثورة فيلم أنت عمرى إلى مهرجان برلين ونجح هناك نجاحا كبيرا وأقبل الجمهور والنقاد في ألمانيا عليه فكان الانطلاقة الأولى لماجدة الصباحى في السينما.
وعلقت الصحف على التكريم فكتب جليل البنداري: إن الفيلم يعالج أكثر من قضية اجتماعية نحن في حاجة إلى علاجها أولها مشكلة الزواج المبكر، وزواج كبار السن من فتيات صغيرات ومشكلة العنف ضد المرأة والتمييز ضد المرأة وغيرها.
3000 جنيه جائزة
وحين أعلنت وزارة الارشاد عن جائزة لأفضل فيلم وبدون تحكيم وفقط بناء عن ترشيح رئيس مصلحة الفنون الاديب يحيى حقى حصل الفيلم على جائزة أربعة آلاف جنيه كأحسن فيلم بالرغم من وجود أفلام أخرى في نفس العام مثل: دليلة، أرض الاحلام، صوت من الماضي، وثارت ثائرة السينمائيين فمنح الوزير فتحي رضوان الأفلام الثلاثة شهادات تقدير.، وحصلت على شهادة تقدير عن الفيلم من الرئيس جمال عبد الناصر.
وعلقت الصحف على التكريم فكتب جليل البنداري: إن الفيلم يعالج أكثر من قضية اجتماعية نحن في حاجة إلى علاجها أولها مشكلة الزواج المبكر، وزواج كبار السن من فتيات صغيرات ومشكلة العنف ضد المرأة والتمييز ضد المرأة وغيرها.
مخالف للوائح
ويعلق الكاتب سعد الدين وهبة على ثائرة السينمائيين ويقول: فى الحفلة التي أقامتها مصلحة الفنون بقصر الجوهرة في القلعة لتوزيع الجوائز، ووسط فرحة السينمائيين الفائزين بالجوائز، وأيضا الذين لم يحالفهم الحظ، تحدث وزير الإرشاد فتحى رضوان يشجع المنتجين والفنيين الذين لايهدفون التجارة أو استثمار المال في أعمالهم، وكان السينمائيون قد اتجهوا إلى الإنتاج بروح جديدة بقصص مصرية مائة في المائة، وأقبل بعضهم على الأفلام الملونة وأفلام سكوب بالسينما، وكانوا ينفقون بسخاء مع وعد من وزير الإرشاد بتعويضهم ماليا إذا خسرت أفلامهم التي هي ذات مستوى عال.
اعتراض السينمائيين
لكن فاجأتهم مصلحة الفنون في الحفل بقرار غريب وهو أن الجوائز لن تكون مالية بل هي جوائز رمزية، وغضب السينمائيين وقاطعوا المسابقة الثانية ثم عدلت مصلحة الفنون عن قرارها ووعدت بجوائز مالية وكانت المفاجأة منح فيلم "أين عمرى" جائزة قدرها أربعة آلاف جنيه بدون أن يكون هناك مسابقة أو لجنة تحكيم بل اعتمد على مذكرة من مدير مصلحة الفنون يحيى حقى باقتراح لمنح الفيلم هذه الجائزة، بالرغم من وجود أفلام أخرى هذا الموسم تستحق الجوائز، غضب السينمائيون وقاطعوا الاحتفالية وحدثت ازمة بين السينمائيين والدولة.
ويحكي الفيلم قصة "علية" ابنة الـ 15عاما التي تعانى من تشدد أمها وأخيها معها ورغبت فى الاستقلال بحياتها، وقررت الموافقة على الزواج من عمو عزيز الذي كان يكبرها بأكثر من أربعين عامًا لتعاني من تسلطه وغيرته.