سامح عسكر: الخلافة التي يروج لها الإسلاميون "مزايدة وتكفير وطاعة عمياء"
قال سامح عسكر، الكاتب والباحث: إن الخلافة والإمامة التي تروج لها تيارات الإسلام السياسي مشاريع سياسية وُلدت ميتةً قبل أن تبدأ، موضحًا أنها قائمة على المزايدة الإيمانية والتكفير والطاعة العمياء دون تفكير.
طبيعة الحكم الديني المطلق
أضاف: هذه طبيعة الحكم الديني بالمطلق، حيث يأمرك باتباعه ونزع حقوقك الشخصية في الاعتراض والفكر والإبداع، ثم تقديس الزعماء وتأليههم.
أوضح عسكر أن الذين ينقلون من التراث الديني للتطبيق على زمننا الحالي لايعرفون أن التراث كالجسم البشري، حتى يعيش يجب أن يتخلص من أمراضه وخلاياه الميتة، وفي التراث عشرات وربما مئات الخلايا التي ماتت منذ قرون.
واستكمل: من يروج هذه المشروعات لعالم اليوم يظن أنها ما زالت حية، مردفًا: حتى يقوى الدين والمجتمع لابد من علاج أمراض هذه الأفكار، على حد قوله.
عن الخلافة في الإسلام
والخلافة هي نظام قديم للحكم في البلدان الإسلامية، يقوم على استخلاف قائد مسلم على الدولة الإسلامية ليحكمها بالشريعة، وسميت بالخلافة لأن الخليفة يكون القائد، ويخلف النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام لتولي قيادة المسلمين والدولة الإسلامية، وحمل رسالته إلى العالم بالدعوة والجهاد.
وفي التاريخ الإسلامي أول مَن أطلق عليه هذا اللقب، كان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسبب هذا اللقب أن الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يلقب بخليفة رسول الله، فلما بويع عمر للخلافة، ناداه الناس بخليفة خليفة رسول الله، فقال لهم إن هذا أمر يطول، فقولوا غير ذلك، فنادوه بأمير المؤمنين، فوافق.
وأصبحت الخلافة ولقب الخليفة سنة بين المسلمين منذ ذلك الحين، وأطلق لقب الخليفة على الحكام منذ عهد الخلفاء الراشدين ابتداءً من عمر بن الخطاب حتى نهاية العهد العباسي، بينما كان علي بن أبي طالب، أول من لُقب بأمير المؤمنين بحسب العديد من الروايات.
محل جدل وصراعات
وطوال التاريخ الإسلامي والخلافة محل جدل وصراعات، فالخلافة عند أغلب فرق الشيعة كالإمامية والإسماعيلية أوسع من مجرد حكومة لتسيير أمور الناس في ضوء الشريعة، بل الخلافة عندهم إمامة والخليفة إمام، وهي بذلك امتداد للنبوة، وكلام الإمام وفعله وإقراره يجب الأخذ به وعدم معارضته مطلقًا.
ويتفق علماء الشيعة على أن الإمام يساوي النبي صلى الله عليه وسلم في العصمة والاطلاع على حقائق الحق في كل الأمور، إلا أنه لا يتنزل عليه الوحي وإنما يتلقى ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الخليفة عند السنة يخلف بتعيينه حاكمًا على الأمة، وسقط هذا النموذج في الحكم بالبلدان العربية والإسلامية منذ إسقاط الخلافة العثمانية عام 1924، واتجهت أغلب البلدان للنموذج المدني في الحكم مسايرة للتطور وحركة التحديث في العالم كله.