رئيس التحرير
عصام كامل

علي جمعة: على المسلم التخلق بـ أخلاق الله

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية: إنه من حكمة الله في ذكر أسمائه وصفاته أن نتخلق بها، فنتخلق من الرحيم بالرحمة، ومن الكريم بالكرم، ومن الحليم بالحلم، إلا اسمه تعالى "الله" فإنه للتعلق. 

أسرار أسماء الله الحسنى 

وأكد أن أسماء الله سبحانه وتعالى مليئة بالحكم والأسرار التي يعرفها أهل الله الذاكرون السائرون في طريقه، طالبًا من كل مسلم أن يجتهد في التخلق بأسماء الله ومراعاتها في حياته كلها ليفتح له أبواب أسرارها. 
وكتب الدكتور على جمعة تدوينة على الفيس بوك: "وأسماء الله سبحانه وتعالى منها ما هو أسماء جمال،ومنها أسماء جلال، ومنها أسماء كمال؛ فأسماء الكمال كالأول والآخر والمحيي والمميت والضار والنافع، وأسماء الجمال مثل: الرحمن والرحيم والعفو والغفور، وأسماء الجلال كالمنتقم والجبار والمتكبر". 

تنزيه أسماء الله

وقال "ومن أسمائه ما لا يجوز إطلاقه علي غيره سبحانه كـ "الله والرحمن"، ومنها ما يجوز كـ"الرحيم والكريم". ومنها ما يباح ذكره وحده كأكثرها، ومنها ما لا يباح ذكره وحده كـ"المميت والضار"; فلا يقال: يا مميت ويا ضار; بل يقال: يا محيي يا مميت، ويا نافع يا ضار; وذلك تأدبا في حقه تعالى وتفاديا من إيهام ما لا يليق بجلاله تعالى". 
وأضاف جمعة: "ومثل صفاته تعالى وأفعاله يجب تنزيه أسمائه سبحانه عما لا يليق بعظمته وجلاله، ويجب تنزيه سائر أسمائه عن تفسيرها بما يوهم نقصا في حقه تعالى وينافي كماله كتفسير الرحيم برقيق القلب لاستحالة ذلك عليه تعالى; قال تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) [الأعلى: 1-2]; أي: نزه اسمه تعالى عن كل ما لا يليق به". 
وتابع: "ومذهب جمهور أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية أن أسماءه تعالى توقيفية كصفاته; فلا يثبت له اسم ولا صفة إلا إذا ورد ذلك في النصوص الشرعية أو ثبت بالإجماع". 

اسم الله للتعلق

وأضاف "ومن حكمة الله في ذكر أسمائه وصفاته أن نتخلق بها كما ورد في الأثر: (تخلقوا بأخلاق الله) فنتخلق من الرحيم بالرحمة،ومن الكريم بالكرم،ومن الحليم بالحلم... وهكذا; فإن جميع الأسماء للتخلق إلا اسمه تعالى "الله" فإنه للتعلق".
واستطر قائلًا: "ولأهمية أسمائه تعالى في الإيمان به وأمره عباده بالتخلق بها ختم سبحانه وتعالى كثيرا من الآيات في كتابه الكريم بالأسماء الحسنى; فلا تكاد تجد صفحة من المصحف إلا وقد ختمت كثير من الآيات فيها باسم أو اسمين من أسمائه تعالى".

وعن دليل ختم الله لأيات القرأن وصفحاته بأسماءه الحسنى قال جمعة: "ما ذلك إلا لأمرين اثنين: الأمر الأول: دلالة هذه الأسماء على معان عظيمة. والأمر الثاني: الدلالة على أن الطريق إليه تعالى لا يتأتى إلا عبر المرور من باب معرفة أسمائه سبحانه وتعالى والتعبد بها".


وعن أسرار أسماء الله الحسنى اختتم علي جمعة حديثه قائلًا: "إن أسماء الله سبحانه وتعالى مليئة بالحكم والأسرار التي يعرفها أهل الله الذاكرون السائرون في طريقه، فعلى كل مسلم أن يذكر الله سبحانه في كل حال بما يحب من أسمائه،ويجتهد في التخلق بهذه الأسماء ومراعاتها في حياته كلها ليفتح له أبواب أسرارها".
 

الجريدة الرسمية