رئيس تونس يصدر مرسوما باستحداث مجلس أعلى مؤقت للقضاء
أعلنت الرئاسة التونسية، في ساعة متأخرة أمس السبت، أن الرئيس قيس سعيد أصدر مرسومًا يقضي باستحداث مجلس أعلى مؤقت للقضاء يحل محل مجلس القضاء المنحل.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس التونسي قيس سعيد برئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان، ووزيرة العدل ليلى جفّال، بقصر قرطاج.
وقال الرئيس التونسي في تصريحات نقلتها الرئاسة التونسية: "إن المجلس الجديد جاء ليضع حدًّا لحالات الإفلات من العقاب؛ فالمحاسبة العادلة أمام قضاء عادل هو واجب مقدَّس، إلى جانب أنه أحد المطالب المشروعة للشعب التونسي"، حسب قوله.
استقلالية القضاء
وأكد سعيد مجدَّدًا احترامه استقلالية القضاء، وذكر بأن السيادة للشعب، وأن الفصل بين الوظائف هو لتحقيق التوازن بينها، مشيرًا إلى ضرورة تطهير البلاد من كل ما علق بها من أسباب الفساد، وأن ذلك يقتضي إرساء قضاء عادل يتساوى فيه الجميع أمام القانون.
كما أوضح الرئيس التونسي أن مَن يرى الظلم سائدًا ويسكت عن الحق والعدل يصير مشارِكًا في هذا الظلم، لذلك تمَّ حل المجلس الأعلى للقضاء والاستبدال به آخر مؤقت.
مجموعة السبع
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد، أعلن رفضه لما ورد في بيان سفراء دول "مجموعة السبع"، التي أعربت خلاله عن "قلقها إزاء الأزمة المتعلقة بالمجلس الأعلى للقضاء".
وقال قيس سعيد، خلال لقائه وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي: إن "تونس دولة ذات سيادة"، منتقدًا "تدخل بعض البلدان في الشؤون الداخلية لتونس".
وأشار إلى أن "هذه الدول ما تزال تضع نفسها في مكان الأستاذ الذي يلقن الدروس لتلاميذه"، داعيًا إياها إلى "الانتباه إلى مواقفها إزاء تونس".
وأضاف: "ما زالوا يعتبروننا شعوبًا همجية.. نحن شعب يعرف ماذا يريد، ويريد تحقيق العدالة نحن لسنا دولة عظمى أو لدينا صواريخ عابرة للقارات لكن لدينا أفكار عابرة للقارات تعبر الزمن والتاريخ والفضاء".
دول مجموعة السبع
وكانت دول مجموعة السبع عبَّرت عن قلقها البالغ من إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد عن حلِّ مجلس القضاء الأعلى في البلاد.
وصرَّحت دول مجموعة السبع، الدول التي تشمل أكبر المانحين لتونس، وتسعى للمساعَدة في تجاوز أزمتها المالية، أن قيام قضاء مستقل والفصل بين السلطات ضروريان لحسن سير منظومة ديمقراطية، مؤكدة أهمية القضاء واستقلاله في دولة مثل تونس.
وأعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، الأحد الماضي، أنه قرَّر حلَّ المجلس الأعلى للقضاء، معتبرًا أن المجلس أصبح من الماضي.
التدخل في القضاء
ومؤخرًا، شدَّد الرئيس التونسي قيس سعيد، على عدم رغبته في الجمع بين السلطات، مشيرًا إلى أنه لن يتدخل في القضاء أبدًا.
وقال "سعيد" خلال استقباله رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان في قصر قرطاج: إن "المجلس الأعلى للقضاء تم حله، لكنني لن أتدخل في القضاء أبدًا".