دقائق قبل الغزو.. الرئيس الفرنسي يتصل ببوتين.. وموسكو تتهم كييف بعدم تنفيذ اتفاقيات مينسك
في محاولة لاحتواء انفجار الأوضاع في شرق أوروبا استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث تطورات الأزمة الأوكرانية مع ارتفاع حدة التوتر بين موسكو وكييف.
اتصال ماكرون وبوتين
وأفادت وسائل إعلام نقلا عن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، استمر لمدة ساعة و40 دقيقة لبحث أزمة تصعيد التوترات حول أوكرانيا.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إجراء المكالمة دون شرح تفاصيلها.
من جانبها، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر في القصر الإليزيه قوله إن المكالمة التي استغرقت ساعة و40 دقيقة تناولت "أفق خفض التوترات في الأزمة الحالية حول أوكرانيا".
وسبق أن أكد الكرملين أن ماكرون الذي زار موسكو مطلع الأسبوع الجاري سيتواصل مع الرئيس بوتين هاتفيا بعد اختتام مشاوراته مع الحكومة الأوكرانية والإدارة الأمريكية والحلفاء الأوروبيين.
غزو أوكرانيا
ويأتي ذلك على خلفية التوترات المتزايدة وسط المزاعم الغربية عن تخطيط روسيا لـ"غزو أوكرانيا"، وهو ما نفت موسكو صحته مرارا وتكرارا.
ومن المقرر أن يجري بوتين في وقت لاحق من اليوم اتصالا آخر مع نظيره الأمريكي جو بايدن.
وفي تصعيد جديد للازمة الاوكرانية الروسية اتهم الكسي بوليشوف مدير الدائرة الثانية لشؤون رابطة الدول المستقلة بوزارة الخارجية الروسية كييف بعد تنفيذ بنود اتفاقيات مينسك.
وقال بوليشوف في حديثه لوكالة "نوفوستي" الروسية: "لسوء الحظ لم تنفذ كييف أي شيء مما تقضي به "مجموعة الإجراءات"، لم يتم منح دونباس وضعا خاصا، ولم يجر إصلاح الدستور واللامركزية، ولم يتم إعلان العفو العام، كما لم يتم إدخال "صيغة شتايماير" التي تعتبر في الواقع تنازلا من جانب دونباس، إلى القوانين الأوكرانية".
اتفاقيات مينسك
وشدد الدبلوماسي الروسي في الوقت ذاته على أن اتفاقيات مينسك لا تزال تعتبر أساسا وحيدا للتسوية في أوكرانيا، قائلا: "إن "مجموعة الإجراءات" هي الأساس الوحيد للتسوية ولا يوجد بديل لها، وتم توقيعها في إطار مجموعة الاتصال من قبل جانبي النزاع وهي كييف ودونباس وأكدتها منظمة الأمن والتعاون الأوروبي وروسيا، وصادق عليها زعماء "رباعية النورماندي" ومجلس الأمن الدولي، الأمر الذي جعلها جزءا من القانون الدولي، أي ملزمة، سواء أحبوا ذلك أم لا".
وذكر أن كييف تتخلى عن إجراء حوار مباشر مع دونباس وتواصل حصارها للمنطقة وتصادق على القوانين التي تتناقض مع اتفاقيات مينسك.
وأضاف: "والأكثر من ذلك تواصل (كييف) إطلاق النار وتتجنب إجراء حوار مباشر مع دونباس وتواصل حصار المنطقة وتدلي بتصريحات صاخبة وتصدر قوانين تتعارض مع "مجموعة الإجراءات".
رباعية النورماندي
وقارن تصرف كييف في جلسات مجموعة الاتصال و"رباعية النورماندي" بتصرف الطفل المدلل، متهما إياها بمحاولة تشويه البنود المكتوبة في اتفاقيات مينسك.
وتابع: "تم في الأسبوع الجاري عقد جلسة لمجموعة الاتصال عبر الفيديو ولقاء مستشاري زعماء "رباعية النورماندي" في برلين، وانتهى كلا اللقاءين بلا نجاح؛ وفي مثل هذه الاجتماعات غالبا ما تتصرف كييف كطفل مدلل وتحاول تشويه الأحكام المكتوبة بالأبيض والأسود في "مجموعة الإجراءات".