فقه التعامل مع نتيجة الامتحانات
ما أن تظهر نتائج الامتحانات بمختلف مراحل التعليم؛ حتى تنقلب الأمور في الأسر رأسا على عقب، ما بين أسر معاتبة لأبنائها وأخرى ناقدة وثالثة حولت البيوت إلى محاكم للأبناء.. تحولت الامتحانات الفصلية والسنوية إلى هاجس لدى الأسر، والأغرب أن بعضا من أولياء أمور يعاتب الأبناء كما لو كانوا قادرين على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإعادة «الترم» من بدايته وإعادة المذاكرة والامتحان تارة أخرى.
لازال كثير من الأسر بحاجة إلى التوعية النفسية والتداعيات المرتبطة بالتعامل الخاطئ بشأن نتائج الامتحانات، في مجتمع يعتبر الأعراض النفسية عيوبا تستدعي الكتمان.. أن مزيدا من التروي في التعامل مع نتائج الامتحانات، يضمن مزيدا من حسن إدارة العملية التعليمية التي تعد الأسر الطرف الفاعل فيها، وعلينا أن ندرك جيدا أن الطالب الذي قل درجة أو درجتين عن الدرجة النهائية لم يرتكب جرما ولم يقع في جناية.
أيضا مسألة المقارنات بين الطلاب وبعضهم، تلك المقارنات التي يعقدها أولياء الأمور بين الطلاب وذويهم، لا يجد إنسان عاقل لها مبررا، في ظل الفروق الفردية بين البشر، وجرَّاء ما تسببه من أحقاد بين الطلاب.
يا أولياء الأمور نريد الرحمة بأبنائكم في مراحل التعليم بعد الامتحان وحاولوا الوقوف على مواطن القوة والضعف، لا ينبغي اللجوء إلى المعايرة والتأنيب والقدح من دون علم.. والله من وراء القصد.