رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم .. الذكرى الـ"65" على رحيل أنطون الجميل

الصحفى انطون الجميل
الصحفى انطون الجميل

فى 13 يناير 1948، توفى الأديب والصحفى اللبنانى "أنطون الجميل"، الذى رأس تحرير جريدة "الأهرام" المصرية لنحو 15 عامًا، فى الفترة من 1933، حتى وفاته عام 1948.

ولد أنطون الجميل عام 1887، فى لبنان ورحل إلى القاهرة عام 1910، بعد أن شارك فى تحرير "البشي" البيروتية، وفى القاهرة أصدر سنة 1910 مجلة "الزهور" الشهرية الأدبية، بالاشتراك مع الأديب والصحفى اللبنانى "أمين تقى الدين"، ولاقت المجلة نجاحًا كبيرًا، واستمرت فى الصدور حتى عام 1912.
عمل انطون الجميل لفترة فى مجال الحسابات؛ حتى صار المراقب العام لحسابات الحكومة، ثم انتقل إلى العمل الصحفى مرة أخرى بعد أن حصل على رتبة الباكوية ليرأس تحرير جريدة "الأهرام" عام 1933، خلفًا للصحفى داود بركات، كما كان"انطون الجميل" عضوًا بمجمع اللغة العربية ومجلس الشيوخ، وترك طائفة من المؤلفات الأدبية والاجتماعية.
وقد ارتفع توزيع "الأهرام" فى عهده، وبلغت أرقامه مبلغًا لم تبلغه من قبل، وكان انطون الجميل يقضى جل وقته بمكتبه بالجريدة يراجع مواد التحرير بنفسه، حيث كرس حياته للعمل الصحفى فلم يتزوج.
كتب عنه شيخ الصحفيين حافظ محمود يقول: "كان انطون الجميل أكثر رؤساء التحرير تمسكًا بكامل حقوق رئيس التحرير وزيادة..كان "تقلا باشا" صاحب " الأهرام" إذا أراد أمرًا ذهب إلى انطون فى غرفته، ونادرًا ما كنت ترى انطون فى غرفة صاحب الأهرام؛ إلا اذا كان الحديث بينهما سيدور حول الارقام، كما بلغت أارقام توزيع " الأهرام" فى عهد انطون مبلغًا لم يبلغه صحفى من قبل".
واضاف شيخ الصحفين قائلًا: "لقد رأت الأهرام فى النهاية أن من الأفضل لها أن تخفض نسبة الأرباح لرئيس التحري، وقيل إن هذه النسبة بلغت فى سنة 1947 حوالى "8" آلاف جنيه، وهو رقم ضخم فى ذلك الزمان، "وكان هناك سؤال ملح: "أين كان يذهب "أنطون الجميل" الذى لم يتزوج، ولم ينجب أولادًا، ولم يترك ثروة، بهذه المبالغ؟؟.... نصف دخله كان للجمعيات، والنصف الباقى كان للمحتاجين من أهله وما أقلهم، أما هو فكان يعيش بربع دخله عيشة تكاد تصبح فى بعض الأحيان عيشة الرهبان، لقد كان انطون الجميل من الرهبان فعلا..من رهبان الصحافة.
ففيما عدا أوقات النوم وأوقات الاجتماعات التى كان يحضرها خارج "الأهرام" كنت لا تراه إلا وراء مكتبه أناء الليل وأطراف النهار، بدار الأهرام... يجيء العاملون فى الدار ويروحون فوجًا بعد آخر، وهو مرابط وراء مكتبه لا يبرحه".
ويضيف شيخ الصحفيين: " قلب انطون الجميل الروتين الصحفى رأسًا على عقب؛ فبدلا من أن تمر مواد التحرير من المستويات الأقل إلى المستويات الأعلى، كانت هذه المواد تبدأ بأعلى المستويات ثم تنزل إلى المستويات الأخرى، ثم تصعد مرة ثانية إلى رئيس التحرير، الذى لم يكن يكتفى بهذا كله، بل كان يراجع هذه المواد مرة ثالثة على تجارب المطبعة، وكان من مفاخر انطون الجميل التى كان يرددها قوله فى كل مناسبة:"لك أن تمتحننى فى كل سطر من سطور عدد اليوم من الأهرام".
الجريدة الرسمية