سعد الدين الشاذلي.. القائد العسكري الملهم الذي تجاهله السادات وكرمه الشعب
ولد القائد العسكري برتبة فريق سعد الدين الشاذلي بقرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية في 1 أبريل 1922، والتحق بمدرسة بسيون الابتدائية التي تبعد عن قريته حوالي 6 كيلومترات، وبعد إكماله الابتدائية، انتقل والده للعيش في القاهرة وكان عمره وقتئذ 11 سنة، وأتم المرحلة الإعدادية والثانوية في مدارس القاهرة.
والتحق سعد الدين بالكلية الحربية في فبراير 1939 حيث كان أصغر طالب في دفعته، وتخرج فيها يوليو 1940 برتبة ملازم في سلاح المشاة بنفس دفعة خالد محيي الدين.
حظى الشاذلي بشهرته لأول مرة في عام 1941 عندما كانت القوات المصرية والبريطانية تواجه القوات الألمانية في الصحراء الغربية، خلال الحرب العالمية الثانية وعندما صدرت الأوامر للقوات المصرية والبريطانية بالانسحاب، إلا أن الملازم الشاذلي ليدمر المعدات المتبقية في وجه القوات الألمانية المتقدمة.
بعد الانتهاء من المشاركة في الحرب العالمية الثانية، بالتحديد في عام 1943 تم انتدابه للخدمة في الحرس الملكي وكان حينئذ برتبة ملازم، وخلال تلك الفترة أسس الشاذلي أول فرقة سلاح مظلات في مصر، في 1954، ومن ثم كان قائدًا لكتيبة 75 مظلات خلال العدوان الثلاثي عام 1956، وكذلك قائد اللواء الأول مشاة، وشارك في حرب اليمن، 1965 – 1966.
الشاذلي والنكسة
أثبت الشاذلي نفسه مرة أخرى في نكسة 1967 عندما كان يقود وحدة من القوات المصرية الخاصة المعروفة بمجموعة الشاذلي في مهمة لحراسة وسط سيناء في واحدة من أسوأ الهزائم التي شهدها الجيش المصري في العصر الحديث.
في تلك الفترة انقطع الاتصال مع القيادة المصرية وما كان من الشاذلي سوي أن يدير أموره الخاصة دون الرجوع إلي قيادته، لذا اتخذ الشاذلي قرارا جريئا فعبر بقواته الحدود الدولية قبل غروب يوم 5 يونيو وتمركز بقواته داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بحوالي خمسة كيلومترات وبقي هناك يومين إلى أن تم الاتصال بالقياده العامة المصرية التي أصدرت إليه الأوامر بالانسحاب فورا.
استطاع الشاذلي بعبقرية القائد العسكري أن يقطع أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربي لقناة السويس (حوالي 200 كم)، وعاد بالفعل بقواته ومعداته إلي الجيش المصري سالما، وتفادى النيران الإسرائيلية، وتكبد خسائر بنسبة 10% إلى 20%. فكان آخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء.
وضع خطة حرب أكتوبر
أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرارا بتعيين اللواء سعد الدين الشاذلي ليكون رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973، وترقيته لرتبة فريق، وبعد نصر أكتوبر 1973، تم تعيينه أمينا عاما مساعدا لجامعة الدول العربية للشئون العسكرية، ثم عُين سفيرًا لدى إنجلترا والبرتغال، ونال أوسمة نجمة سيناء وقلادة النيل العظمى.
أعد الفريق سعد الدين الشاذلي خطة الهجوم على إسرائيل وفقا لتواريخ تناسب سير العمليات، وبالفعل نجحت خطته في تكبيد القوات الإسرائيلية الكثير من الخسائر وقطع حائط الصواريخ اليد الطولى لإسرائيل وهي قواتها الجوية، ومنعها من التقدم لمسافة 10 كم من قناة السويس.