الفقي: مكتبة الإسكندرية توجهت خلال السنوات الماضية نحو عمقها العربي والأفريقي
قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية: إن متحف الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل يحاكي كل ما يدور في مكتبه الحقيقي، لافتًا إلى أن تصميم المتحف جاء بنفس الروح والأجواء التي كان عليه مكتبه.
وأضاف، أن عائلة هيكل كانت حريصة وتتابع بدقة تفاصيل المتحف كي تنقل بصورة كاملة حياته اليومية.
وأشار إلى أن المكتبة تسعى لتوثيق حياة كل زعماء وقادة مصر والمؤثرين، مشيرا إلى متحف الرئيس الراحل أنور السادات وكذلك الموقع الخاص بتوثيق حياة الرئيس الراجل جمال عبد الناصر.
وكشف "الفقي" أن المكتبة حصلت على وثائق كثيرة للغاية كانت في حوزة محمد حسنين هيكل، لافتا إلى أنه يجري الإتفاق مع أسرة هيكل والدولة لكيفية عرض مثل هذه الوثائق وإتاحتها للجمهور والباحثين.
وأوضح أن المكتبة بها أجنحة لبطرس غالي والدكتور أحمد زويل، مشيرا إلى أن المكتبة سعت خلال السنوات الماضية للوصول إلى الناس.
وأضاف أن المكتبة توجهت خلال السنوات الماضية لعمقها العربي والإفريقي وليس العالم الغربي فقط.
مكتبة الإسكندرية
وقال الفقي إن المتحف الخاص بهيكل يكشف عن تشعب علاقاته مع زعماء ومسؤولي الدول في العالم، لافتا إلى أن هيكل لم يكن مجرد " جرنالجي" ولكنه كان مثقف موسوعي لديه إطلاع كبير على كل ما يحدث في العالم ولديه أفق متسع ويقرأ مالا نقرأه نحن.
وفى سياق متصل، افتتح الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، اليوم معرض "محمد حسنين هيكل.. رحلة حياة"، بمبنى المكتبة الرئيسي، بحضور السيدة هدايت تيمور، حرم الراحل الكبير محمد حسنين هيكل، وأسرته ولفيف من الشخصيات العامة الإعلامية والسياسية، وذلك ضمن مشروعات المكتبة المستمرة لتوثيق تراث الأعلام المصرية.
أكد الدكتور مصطفى الفقي؛ إن هيكل ظاهرة لا تتكرر كثيرًا، فهو جمع بين أن يكون أديب روائي وسياسي محنك ومفكر استراتيجي، وحمل من سمات العباقرة الكثير، مضيفًا "كان بالنسبة لي مدرسة، وقد كانت ثقافتنا السياسية مستمدة من مقالة في جريدة الأهرام "بصراحة".
وأوضح "الفقي" إن تاريخ "هيكل" ارتبط بشخصيات كثيرة، بدأت من قبل ثورة ٢٣ يوليو، وبعد الثورة إلتقى بكل رؤساء مصر، واستمعوا إليه وتحاوروا معه، وهو ما لم يتاح لأي كاتب في المنطقة عربية، وذلك لما لديه من قدرة على فهم الأشياء والأشخاص وتحليل عميق وفهم ما وراء السطور وشجاعة وطنية.
وأشار "الفقي" إلى اعتزاز مكتبة الإسكندرية باستقبال مقتنيات هيكل، تم نقل مكتبته الشخصية إلى داخل مكتبة الإسكندرية، وقام فريق عمل من المكتبة بعمل محاكاة لوضع الكتب والمكتبة كما هي الأجواء بشقته في الدقي، وتدشين أول معرض وثائقي للراحل، فهو شخصية سوف تظل في الذاكرة طويلًا، قائلا "المكتبة تعتبر هيكل مازال حيًا حتى الآن".
فيما عبرت هدايت تيمور؛ عن سعادتها وأسرة "هيكل" على إقامة المعرض، الذي تم بجهد كبير من مكتبة الإسكندرية، مؤكدة أن يوم افتتاحه له امتداد تاريخي بالنسبة للأسرة والتاريخي الصحفي للكاتب الراحل، الممتد على مدار ٨٠ عام منذ بداية مشواره.
وأشارت "تيمور" إلى أن تراث "هيكل" هو جزء من التراث الصحفي المصري والعربي وأصبح بعهدة المكتبة الأن، ليستقبل زواره كما كان دائما في حياته، وبين أيادي جمهوره العربي، مضيفة أن أوراق عمله على مدار السنوات هي جزء من تاريخ مصر التي شهد عليها الراحل.
يذكر أن المؤتمر الخاص بالمعرض شهد في بدايته عرض فيلمًا تسجيليًا مدته أربعة دقائق حول الكاتب الراحل ومحتويات المعرض، وعقب ذلك افتتح المعرض وتجول الحاضرين به للتعرف على محتوياته.
يضم المعرض حوالي ٤٠٠٠ كتاب تشمل إصداراته في طبعاتها المختلفة، ومجموعة من متعلقات الصحفي الكبير الشخصية، بالإضافة إلى مجموعة هامة من مقتنيات الراحل تتضمن عدد من الخرائط التاريخية النادرة لمصر، وبعض الوثائق المكتوبة بخط يد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وعدد من مسودات كتب هيكل، ومسودات عموده الشهير بالأهرام "بصراحة" بخط يده.