الرياضة ضد المنشطات
في الفترة الأخيرة، إلى جانب نجاح الرياضيين، دائمًا نرى مناقشة لفضائح استخدامهم لـ المنشطات بنشاط.. فلا يمر شهر دون أن تبلغ وسائل الإعلام عن رياضي تعاطى منشطات غير مشروعة. وفي هذا الجو-عدم الثقة المرتبطة بـ المنشطات - تقام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الحالية في بكين 2022.
وهنا يجب القول إن استخدام العقاقير المحظورة ومكافحتها من المشاكل الرئيسية للغاية للرياضات العالمية في جميع الأوقات. فمسألة انتهاك قوانين مكافحة المنشطات جريمة خطيرة، ولا جدوى من المجادلة فيها. بالإضافة إلى القيود الخطيرة بسبب كوفيد -19 التي تم توقيعها في ألعاب 2022 الأولمبية الشتوية في بكين، فإن موضوع المنشطات كان موضوعًا للمناقشة من جانب الصحفيين المتواجدين هناك. على سبيل المثال، كانت النرويج مستاءة للغاية لعدم حصولها على جائزة في التزلج، وطبعًا تم توجيه اتهامات للفائزين الروس بالمنشطات. لكن كما هو معروف غالبًا ما يجد أولئك الذين يوجهون اتهامات بالانتهاكات بصوت أعلى من الآخرين، يكونون أنفسهم متورطون.
المنشطات المشروعة
وهنا يكفي أن نذكر الوضع حول ما يسمى بـ المنشطات المشروعة، ففي مارس 2019، تحدثت رئيسة الاتحاد الروسي للتزلج، إيلينا فيالب، في تعليقها على نتائج بطولة العالم، بقسوة إلى حد ما عن نجاح الرياضيين النرويجيين في بطولة العالم، مشيرة إلى أن جميع الرياضيين النرويجيين تقريبًا لديهم استثناءات علاجية، عبارة عن استخدام أدوية خطيرة جدا. وحينها تفاجأت بموقف الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) من هذه القضية، والذي تم الإعراب عنه حيث قالت: يُسمح للرياضيين المصابين بأمراض مزمنة بتناول عقاقير غير مشروعة بجرعات معينة. على سبيل المثال، من أجل تحسين التنفس، وأيضًا حينها اتضح أن "فرقًا كاملة من المصابين بالربو" يمكن أن تشارك في نفس مسابقات التزلج، وتتناول الأدوية بشكل قانوني مما يسمح لها بالحصول على ميزة على منافسيها. وهذا ليس ممنوعا طبقًا لـ الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا).
كما نعلم، فإن الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA) هي الآن منظمة مهمة وضرورية في مجال مكافحة المنشطات في الرياضات العالمية، وهذه حقيقة. ولكن، إذا كان موقف WADA تجاه بعض الرياضيين غير قابل للتوفيق وحاد جدًا، فإن الوكالة تعامل الرياضيين الآخرين بتسامح شديد. والمنشطات المقننة هي إحدى الثغرات للرياضيين غير النظيفين. فهل ستهز فضائح المنشطات الألعاب الأولمبية الحالية في بكين؟ لا شيء يمكن استبعاده.
ازدواجية
فهناك الكثير من حالات التسامح الكبير من جانب المنظمة تجاه الرياضيين غير الروس، في عام 2018، تلقت السباحة الأمريكية أماندا كيندال إيقافًا لمدة ثلاثة أشهر فقط لاستخدامها مادة vilanterol المحظورة. كما اتضح، وصف الطبيب الاستنشاق لعلاج التهاب الشعب الهوائية للرياضية، وبدأت كيندال في تناول الدواء وبعد ذلك فقط قررت التحقق مما إذا كانت منشطات أم لا..
وهناك قصة أخرى لمكافحة المنشطات عن إنسانية وتسامح الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. فلقد اجتاز السباح البرازيلي غابرييل سانتوس الحاصل على الميدالية الفضية في كأس العالم 2017 اختبار المنشطات الإيجابي لمادة كلوستيبول وحصل على إقصاء لمدة عام، على الرغم من تعرضه لعقوبة لمدة تصل إلى 4 سنوات. لكن في وقت لاحق، تم إلغاء العقوبة عندما أثبت سانتوس إنه استعمل فوطة شقيقه، الذي استخدم مادة كلوستيبول تحت إشراف الطبيب.
كما تم إيقاف الرياضي الأمريكي كول والش في لعبة القفز بالزانة لمدة ستة أشهر قبل بضع سنوات لاختباره إيجابيًا لـ مادة (رباعي هيدرو كانابينول، المكون الرئيسي في الحشيش). ثم أخذ الرياضي دورة تعليمية عن مخاطر المخدرات وخففت مدة عقوبته إلى ثلاثة أشهر.
بالطبع، أصبحت هذه الانتقائية لمنظمة مكافحة المنشطات بالفعل موضوعًا للسخرية والنقد، كيف ستكون المسابقات الدولية إذن إذا كان بإمكان الرياضيين القدوم إليها بشكل قانوني أو تناول المنشطات عن غير قصد؟ ولماذا، في بعض الحالات، تتعامل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات مع هذه الحقائق بالتفهم، وفي حالات أخرى – توقف نشاط الاتحادات الرياضية الوطنية، وتهين الرياضيين في المحاكم وتحرمهم من فرصة ممارسة الرياضة والدخول في المسابقات الدولية تحت العلم الوطني كما فعلت مع الرياضيين الروس؟.