تصرفات غير مألوفة وإيحاءات جنسية خلال لقاء بوتين وماكرون
تصرفات خارجة عن مألوف الأعراف الدبلوماسية، رصدتها عدسات الكاميرات خلال لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارة الأخير إلى موسكو، يوم الاثنين الماضي، لبحث خفض التصعيد بين روسيا والغرب.
أنظار المتابعين
وأكثر ما لفت أنظار المتابعين في هذا الصدد، ما أظهرته لقطات مصورة من خروج بوتين من مؤتمر صحفي مشترك مع ماكرون في الكرملين، وتركه الأخير يسير وحيدا.
وأظهر المقطع المتداول بشكل واسع، بوتين يشير بيده إلى ماكرون، ثم غادر القاعة دون انتظار ضيفه الفرنسي أو النظر إليه.
وكان مشهد خروج بوتين وماكرون مثيرا لردود أفعال واسعة، حيث تكهن البعض بأن الرئيس الروسي تعمد إهانة نظيره الفرنسي، وكان بوتين متقدما في السير فيما يحاول ماكرون اللحاق به.
إهانة متعمدة
واعتبر عدد من النشطاء أن تصرف بوتين غريبا، بينما رأى آخرون أنه إهانة متعمدة لماكرون، المقصود منها توجيه رسائل لدول الغرب.
من جانب آخر، وفي مؤتمر صحفي مشترك مع ماكرون في موسكو، ردّ بوتين على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي انتقد مؤخرا بعض بنود اتفاقيات مينسك للسلام التي أبرمت عام 2015 بشأن نزاع بلاده مع الانفصاليين في الشرق.
إيحاءات جنسية
وقال: "أعجبك الأمر أم لم يعجبك، عليك أن تتحمّل، يا جميلتي"، في عبارة غير مستحبة باللغة الروسية تحمل إيحاءات جنسية.
وأثار التعليق جدلا على الإنترنت بين الناطقين بالروسية، إذ أشار البعض إلى أن بوتين استخدم عبارة تبرّر اغتصابا، فيما رأى آخرون أنها مجرّد عبارة تستخدم لتوبيخ الأطفال، وقال بعضهم إنها عبارة مأخوذة من أغنية تحمل لعبا على الكلام من العهد السوفيتي، ولكن المهم أن بوتين استخدم هذا التعبير غير المألوف في حضور ماكرون.
إفاء التعهدات
ولدى سؤاله على التعليق خلال اتصال مع صحفيين أمس الثلاثاء، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس لم يكن يقصد إهانة نظيره الأوكراني.
وقال بيسكوف: "الرئيس قصد أن على أي دولة الإيفاء بالتعهدات التي تأخذها على نفسها".
وتأتي زيارة ماكرون إلى روسيا، ضمن محاولات دبلوماسية لتهدئة التصعيد الناجم عن الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا، وسط مخاوف من غزو محتمل لأوكرانيا.
الوضع الأمنى
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك، قال بوتين إن روسيا وفرنسا لديهما "قلق مشترك" بشأن الوضع الأمني في أوروبا، فيما قال ماكرون إنه وبوتين تمكنا من إيجاد "نقاط التقاء" بشأن الأزمة الأوكرانية.
وتابع ماكرون: "نأمل أن يستقر الوضع وأن نتمكن من إعادة الالتزام بالحل من خلال آليات، وذلك للتوصل إلى خفض التصعيد التدريجي".
الية ممنهجة
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن "الواجب الأساسي في الأسابيع المقبلة، هو العمل على مسارين، الأول هو تنفيذ آلية ممنهجة ضمن إطار اتفاق مينسك، واجتماعنا الماضي".
وأوضح أن المسار الثاني يشمل "ضرورة الحوار المبتكر والجديد والمحدث، الذي سيسمح بوضع ضمانات مشتركة وجديدة، تسمح بإرساء السلام والأمن والاستقرار بقارتنا".