كيف تتاجر التيارات الدينية بالديمقراطية للوصول إلى أهدافها في الحكم والسيطرة؟
تحاول التيارات الدينية وعلى رأسها جماعة الإخوان، العودة بكل الطرق للساحة السياسية، تروج دائما على منصاتها في الفضائيات ووسائل التواصل، أنها تؤمن بالدولة المدنية، وترغب فقط من صراعها مع مؤسسات الدولة المختلفة تمكين الديمقراطية، ما يطرح السؤال: هل فعلا تيارات الإسلام السياسي تؤمن بالدولة المدنية والديمقراطية وهذا كل ما تريده ؟
الإسلام السياسي والدولة المدنية
وقال هاني مسهور، الكاتب والباحث إنه لا يمكن أن تنسجم الدولة المدنية مع أحزاب الإسلام السياسي فالتناقض بينهما يجعل من الاستحالة الانسجام والتعايش، لذلك فإن تجمٌل تلك الأحزاب لن يمنعا من التصادم مع المجتمع مرة آخرى إن حاولت العودة بأي طريقة كانت.
وأضاف: السياسة هي التعايش والقبول بالآخر، وهو أمر لا يمكن أن تتقبله الاحزاب والتيارات الدينية إلا مرحليًا فقط، مردفا: لايعرفون إلا ثقافة الوصاية على المجتمعات، ولا يهمهم من العملية السياسية الديمقراطية، إلا صندوق الانتخاب الذي يأتي بهم.
الديمقرطية والمؤامرة على الإسلام
وتابع: التيارات الدينية تعتبر الديمقراطية من المنتجات الغربية التي تم تصديرها للشرق لتدميره، لهذا يعملون على تسميم العقل العربي والإسلامي بمفاهيم متعارضة عن الديمقراطية والطريقة التي يمكن قبولها بها حتى تتمكن من السلطة ومؤسسات الدولة وتلغى بعدها تداول السلطة من الأساس.
واستطرد: يمتلك أنصار التيارات الدينية القدرة على وضع مساحيق التجميل على أفكارهم حتى تناسب الجميع، وبعد أن يتمكنوا من الاستفراد بالمجتمعات، يصدرون للجميع خطاب الكراهية المعروف عن جماعات الإسلام السياسي، الذي لم يعطل التقدم العلمي والحضاري فقط، بل أنه تسبب في تبديد كل المكتسبات الوطنية من ثورات الربيع العربي منذ 2011 وحتى الآن.
واستكمل: في كل مرة تحاول الجماعات إثبات أنها تتميز بالاعتدال والوسطية وقبول الآخر في الوطن، ترتكب الحماقات التي تثبت أنها تريد الحصول على السلطة للاستفراد بها، موضحا أن مفهوم المواطنة عند أحزاب الإسلام السياسي مازال وسيظل مرتبكًا ومتخبطًا.
واختتم: المواطنة في نطاق الدولة المدنية يتعارض مع أدبيات الفكر المتأسلم، والدليل إسقاط كل الأذرع الدينية في المنطقة بشكل متتال في كل تجاربها السياسية، غير أنها مازالت تراهن على الفرص المكررة لتعاود الصعود للسلطة غير مكترثه بالتكلفة الباهظة التي دفعتها الشعوب والمنطقة بسياسات الارتهان للمحاور وجر الأوطان للزوايا الحادة التي تدفع ثمنها من كرامة الإنسان.