الاستعداد لتشييع جثمان الطفل ريان إلى مثواه الأخير وسط صدمة وأسى
يُودع المغرب الطفل ريان الذي أُخرج ميتًا من بئر علق فيها خمسة أيام في مأساة هزت العالم مخلفة صدمة وأسى عارمين، حيث يُرتقب أن تُشيّع جنازته في قرية إغران التي كانت مسرحًا للحادث شمال المملكة.
مراسم الجنازة
ويُنتظر إقامة مراسم الجنازة الإثنين بحسب ما أفاد أحد أقارب العائلة والنائب البرلماني عن إقليم شفشاون عبد الرحيم بوعزة.
ردم البئر التي سقط فيها الطفل ريان
وكان جثمان الطفل نُقل إلى المستشفى العسكري بالرباط، وفق أحد أقاربه، لكن لم يعرف رسميًا ما إذا خضع لتشريح طبي.
وبعدما حبست مأساة ريان البالغ خمسة أعوام، الأنفاس في حالة ترقّب قصوى خلال الأيام التي استغرقتها عملية معقّدة للوصول إليه، خلّفَ انتشاله ميتا موجة من الحزن والأسى في المغرب والعالم.
في تلك الأثناء بدأت السلطات أشغال ردم البئر التي سقط فيها الطفل عرضا، وكذا النفق الذي تطلّب تشييده جهدا مضنيا للوصول إليه، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
كما صدرت رسائل تضامن ومواساة عن الرئيسين الإسرائيلي إسحاق هرتزوج والفرنسي إيمانويل ماكرون، فضلا عن مدونين ومشاهير رياضيين وفنانين.
وفي مؤشر إلى التأثر الكبير بهذه المأساة، صدر إعلان وفاة الطفل عن الديوان الملكي مساء السبت.
وقال الديوان في بيان إن العاهل المغربي الملك محمد السادس قدم تعازيه لوالدي الطفل ريان في اتصال هاتفي "بعد الحادث المفجع الذي أودى بحياته".
18 ألف طفل يموتون كل يوم
وفضلا عن عبارات المواساة والحزن، دعت تعليقات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي إلى استغلال الزخم الواسع الذي خلّفته هذه المأساة للتفكير في "إنقاذ عشرات الآلاف من الأطفال الأبرياء من بئر الحرب العبثية باليمن، وعشرات الآلاف من أطفال سوريا النائمين الآن تحت أجنحة الهلاك بالمخيمات المُلقاة في الصقيع"
ومن جهته دعا مدوّن آخر على تويتر إلى استغلال هذه الفرصة "للتفكير في نحو 18 ألف طفل يموتون كل يوم بسبب الجوع".
ودان معلق مغربي "عدة آبار أخرى غير محروسة لا تزال موجودة للأسف"، داعيا السلطات إلى "معالجة هذا المشكل الخطير".
احتاجت فرق الإنقاذ خمسة أيام للوصول إلى الطفل لأنه كان عليها أولًا حفر شق عميق ضخم ثم نفق أفقي. وقد تباطأ تقدّمها بشكل كبير بسبب طبيعة التربة إذ إن بعض الطبقات صخرية وأخرى رملية جدا.
ودخلت فرق الإسعاف من ثغرة أفقية بعد ظهر السبت استغرق حفرها سنتيمترا تلو الآخر، وحفرَ عناصرها بأيديهم لتجنب أي انهيار أرضي.
واندفع آلاف المتعاطفين إلى الموقع للتعبير عن تضامنهم، وبقوا لأيام في هذا القطاع الجبلي من منطقة الريف على ارتفاع حوالى 700 متر تقريبا.