الوجه الآخر للضيافة الجوية.. مهنة الابتسامات ضريبتها المتاعب.. والتعرض لحادث يمنع من العمل مرة أخرى
للضيافة الجوية وجه آخر، فهى ليست كما يتصور البعض مهنة سهلة، بل تعد من أكثر المهن المتعبة والمرهقة بسبب السفر الدائم والالتزام بالمواعيد، والبعد عن الأهل بسبب الرحلات، فالابتسامات على وجه المضيفة قد تكون مزيفة، ولكن طبيعة عملها تدفعها لفعل ذلك، كما أن عمل المضيف بين شقى الرحى، فهناك معايير طبية مشددة يجب توافرها فى المضيف، وغياب أي عنصر يحرم المضيف من حلم الطيران، ويتم إرساله إلى الخدمات الأرضية.
متاعب المهنة
ويسرد أسامة عبد الباسط، نقيب الضيافة الجوية، قصة حزينة لمضيفة رغم تعرضها لموقف صادم فى حياتها الاجتماعية، إلا أنها رغم ذلك أكملت رحلتها، فإلغاء سفرها يعنى تأخير إقلاع الطائرة لأكثر من ساعتين، وهو أمر يعد كارثة فى عالم الطيران، فيقول: "خلال إحدى رحلاتى وأثناء توجيه طاقم الضيافة بالاجتماع التحضيرى المعتاد قبل أي رحلة لمراجعة معلومات السلامة الجوية وتوزيع مهام العمل، لاحظت أن إحدى الزميلات المضيفات قاطعت التلقين مرتين وخرجت خارج الغرفة لأمر طارئ".
ويكمل: بعد نهاية التلقين وأثناء النزول للطائرة سألتها بعيدًا عن باقى الطاقم قائلا: حاسس إنك مش طبيعية النهارده، عرفينى لو أقدر أساعدك بحاجة، فامتلأت عيناها بالدموع وأجابتنى (جوزى طلقنى فى التليفون دلوقتى، لأن المكتب طلب منى أعمل الرحلة دى الساعة ١٢ بالليل علشان أكمل الحد الأدنى للضيافة، وجوزى كان نائم وهتكون الرحلة دى بدل رحلة يوم الأحد، فوافقت علشان جوزى مسافر مأمورية يوم السبت بالليل وأنا اللى هوصل الأولاد المدرسة يوم الأحد.. والرحلة دى ترجع يوم السبت الضهر فارجع أقعد معاهم يوم السبت قبل ما يسافر بالليل، فلما أخدت الرحلة كتبت له على ورقة أن المكتب كلمنى وهطلع رحلة أرجع منها الضهر.. فهو قلق من النوم وكلمنى وأنا فى التلقين وطلب منى أرجع البيت وما أطلعش الرحلة، فقلت له مش هينفع.. فطلقنى).
ومضى النقيب يقول: "أصبت بذهول من هول الموقف، ولأننى كنت مكبلا ولا أستطيع أن أفعل لها شيئًا إلا المواساة المعنوية، كان عدد الطاقم وقتها بالحد الأدنى، ومعنى عدم قيامها بالرحلة تأخير على الأقل ساعتين أو ثلاثة لحين إكمال الطاقم، صعدنا للطائرة وقامت بمهامها على أكمل وجه، كانت مبتسمة للركاب فى تعاملها معهم ولا أحد يدرى ما مرت به من أجل أن تؤدى عملها".
حوادث مرورية
ومن أبرز الحوادث المرورية التى يتعرض له المضيف بشكل مفاجئ، مطب هوائى يكون بداية النهاية لمسيرته كمضيف جوى، كما حدث فى رحلة تونس، حيث تعرضت رحلة الشركة الوطنية مصر للطيران رقم 843 من طراز بوينج B737-800 من القاهرة إلى تونس، وعلى متنها 91 راكبا لمطب هوائى شديد نتيجة اضطرابات فى الغلاف الجوى قبيل هبوطها بمطار قرطاج الدولى فى تونس؛ مما أدى إلى إصابة اثنين من طاقم الضيافة بإصابات طفيفة، بينما لم يصب أحد من الركاب.
وعلق نقيب الضيافة السابق أسامة عبد الباسط على الواقعة، قائلا: «أما حضرتَك أو حضرتِك فى طيارة.. اهتم أنك تتفرج على شريط السلامة الجوية اللى بيتعرض حتى لو كنت بتسافر كل يوم فى طيارة».
وأضاف: “لما المضيف أو المضيفة يطلب منك تعمل حاجة، من فضلك اعملها لأن ده علشان سلامتك الشخصية قبل أي حاجة، وتأكد أنهم مش سايبين بيوتهم ولا أهلهم علشان يتمنظروا عليك، ودايمًا زى ما شرائط السلامة بتنصح يفضل أنك تكون رابط حزام الأمان طول ما أنت قاعد فى كرسيك”.
وتابع: «كتير ممكن يكونوا شايفين مهنة الضيافة فسح ولف بلاد العالم، وربنا ميكتبش على حد مخاطر أو أهوال المهنة دى، واللى أتفه حاجة فيها أن الطيارة ممكن تدخل مطبات هوائية تكون معروفة قبل الرحلة للطيارين وطبعًا بيتم التعامل معها وفقًا لقواعد السلامة الجوية، وفيه أنواع مطبات بتكون مفاجئة مش مرصودة قبل الرحلة ودى بتكون خطيرة جدًا جدًا على طاقم الضيافة تحديدًا لأنهم بيتحركوا فى الطيارة».
وأوضح أنه «كان لديه زميل فى التسعينيات، تعرض لمطب هوائى مفاجئ من النوع الذى لا يرصده الرادار، أعتقد اسمه عند الزملاء الطيارين (Mixecan Hat)، خبط فى السقف ونزل على ضهره.. وسنين علاج، وفى النهاية لم يعد لائقًا طبيًا للطيران".
نقلًا عن العدد الورقي…