ملايين الأفغان يواجهون خطر الموت على يد طالبان
اتهم مقال نشرته صحيفة ”فاينانشيال تايمز“ البريطانية المجتمع الدولي بـ ”تجاهل نداءات الإغاثة تجاه الأفغان الذين يواجهون خطر الموت اليوم“.
واعتبر المقال أنه ”من البغض أخلاقيا، لا سيما بالنسبة لواشنطن وحلفائها الذين احتلوا أفغانستان، ترك 40 مليون شخص هناك على حافة الهاوية“.
وذكر المقال: ”رغم أن نظام حركة طالبان الوحشي والقمعي، أثبت أنه غير كفء في محاولة وقف المجاعة، لا ينبغي أبدا للغرب السماح لأفغانستان بأن تصبح دولة فاشلة ينتج عنها موجة هجرة جماعية كبيرة، ودفعها لتعزيز تجارة المخدرات – باعتبارها القطاع الوحيد في البلاد حيث يتم جني الأموال – وتركها عرضة للخطر“.
وأضاف: ”دعت الأمم المتحدة البنك الدولي لإلغاء تجميد 1.2 مليار دولار من التمويل التنموي للبلاد.. فيما راوغ البنك وداعموه الرئيسيون، بما في ذلك واشنطن والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.. حيث إن التأخيرات لم تعد مقبولة، ومبلغ 1.2 مليار دولار هو أقل من المبلغ السنوي الذي كانت أفغانستان تتلقاه في السابق في إطار الصندوق الائتماني الخاص للبنك“.
ورأى المقال أنه ”في المناقشات المستقبلية حول كيفية إعادة بناء الدولة لاقتصادها، سيكون من الصواب فرض شروط على حركة طالبان المتشددة مقابل تلقي الأموال الأجنبية“، لكنه شدد: ”يجب ألا تكون هناك شروط على تقديم مساعدات من شأنها أن تمنع الناس من الموت جوعا“.
وتحت عنوان ”الأفغان يواجهون تداعيات حياة أو موت“، سلط المقال الضوء على مثال من المأساة التي يعيشها الشعب الأفغاني، حيث قال: ”إن هناك خيارات لا يمكن تصورها يلجأ إليها بعض الأشخاص وهم يحاولون تجنب المجاعة؛ كأن يضطر الأب أن يبيع أعضاءه أو أحد أولاده، لإطعام بقية أفراد أسرته“.
وذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن ”ثلاثة أرباع سكان أفغانستان سقطوا في فقر مدقع، محذرة من احتمالية أن يعاني 4.7 مليون أفغاني من سوء تغذية حاد هذا العام، بعد أن وجهت الأمم المتحدة الشهر الماضي أكبر نداء لها على الإطلاق لدولة واحدة، حيث طلبت من المانحين الدوليين التبرع بأكثر من 5 مليارات دولار لدرء كارثة إنسانية تدفع الشعب إلى حافة الموت“.
ونقلت الصحيفة عن ”منظمة أنقذوا الأطفال“، وهي منظمة غير حكومية بريطانية معنية بالدفاع عن حقوق الطفل حول العالم، أن ”عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في أفغانستان تضاعف منذ أغسطس الماضي“.
وكان رئيس وزراء النرويج جوناس جار ستور، الذي استضافت بلاده اجتماعات بين ممثلي طالبان وجماعات المجتمع المدني الأفغانية الأسبوع الماضي، قال، وفقا للصحيفة: ”نحن بحاجة إلى اتفاقيات والتزامات جديدة حتى نتمكن من مساعدة السكان المدنيين الأبرياء، الذين يواجهون الجوع والمعاناة“.
وتوقعت ”لجنة الإنقاذ الدولية“ مؤخرًا أن 90% من العيادات الصحية في أفغانستان من المرجح أن تغلق أبوابها في الأشهر المقبلة“.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن ”تفشي الإسهال والحصبة وحمى الضنك والملاريا وفيروس كورونا، يهدد بإرهاق المستشفيات المثقلة بالأعباء“.