عندما تجمعنا حول ريان وكرة القدم
عبقرية الرياضة أنها أحد أهم أدوات الانتماء الوطنى وميزة كأس الأمم الإفريقية أنها جمعت العرب على هدف واحد هو وصول أحد الفرق العربية والوقوف من ورائه دعما وتشجيعا، وعرفنا من كأس الأمم الإفريقية أن العروبة ليست شعارا أجوف، رأينا شوارع العرب تجتمع على مباريات الجزائر، وتلتف حول منتخب المغرب، وتتعاطف بشدة مع منتخب مصر، وتقف بقوة من خلف منتخب جزر القمر.
حالة من الحب الصافى لم نرها منذ زمن طويل، فرقتنا السياسة وجمعتنا كرة القدم، ورأينا كيف ناصرت اتحادات الدول العربية بعضها بعضا، ورأينا في المباريات العربية- العربية كيف تعانق اللاعبون بعد انتهاء المباراة.
فعلا حالة إنسانية قربت الشعوب بشكل كبير وأنهت حالة من الجمود في العلاقات العربية - العربية فما فعلته كرة القدم لم تفعله مواقف عديدة اختلفنا حولها دون منطق أو مبرر.
خرجت فرق عربية من البطولة مبكرا ، فشهدنا حالة حزن عربى عام بسبب خروج الجزائر، ومن بعده تونس والمغرب، ولكن استمر الدعم العربى لمنتخب مصر حتى اللحظة الأخيرة.
نفس الحالة استطاع الطفل المغربى الشهيد ريان أن يجمع قلوب الأسر العربية دعاء له وصلاة من أجله.. يبدو أن الحالة العربية الشعبية أصبحت في موقع آخر تماما.
كل ما نحتاجه هو التواصل بعيدا عن السياسة وانتهازيتها، وتباين المواقف بين العرب على المستوى الرسمي.. يبقى أن العروبة كيان حقيقي يظهر في المواقف التي تلتف حولها الشعوب.